2015-10-10 

أول رد عراقي على اتهامات أميركا للجيش

دويتشه فليه

انتقادات كبيرة توجه للجيش العراقي داخل وخارج البلاد، فجرها تقدم تنظيم داعش على أرض الواقع، ثم اتهامات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للجيش العراقي أنه لم يبد إرادة في قتال داعش. وتعالت الأصوات البرلمانية المنادية بضرورة محاسبة المقصرين أو اللجوء إلى حل الجيش، مما أثار التساؤلات عن حقيقة قوة الجيش العراقي، ومدى قدرته على المواجهة. ويرجح مراقبون أنّ الجيش العراقي يشهد انهيارًا عامًا في ضوء نقص حاد في التسليح والتدريب، فضلا عن سيطرة الفساد على مفاصل الجيش العراقي، فميزانيته الضخمة السنوية التي تعادل ربع ميزانية العراق تثير لعاب الفاسدين. وبحسب تقرير لصحيفة اس بيلد الألمانية نقلته دويتشه فليه، أن الجيش العراقي يفتقد إلى الحسم العسكري، وأن جنوده يخافون من محاربة داعش. وحذر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري من أنّ اهمال محاسبة المقصرين يؤدي إلى حل الجيش، موضحًا أن غياب المحاسبة يعني أنّ الوضع الحالي السيئ سيقود إلى المزيد من الانهيار ونقلت دويتشه فليه عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قوله الجبوري، إذا ساءت أحوال الجيش العراقي أكثر، فقد يكون المخرج حل الجيش، مشككًا في أنّ قوات داعش يتم تمويلها من أسلحة الجيش التي يتركها وهي ليست قليلة. وأكد الجبوري أن السلاح موجود ولكن يفقد من خلال هذه الطريقة، هذا رد على من يقول إن السلاح لا يكفي للمواجهة. وشدد الجبوري على ضرورة أنّ يقف البرلمان والأحزاب السياسية التي شكلت الحكومة،أمام الخروقات التي حصلت والتي يحمل الناس آثارها السلبية. وبدوره أكد رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد في حوار له مع دويتشه فليه أنّ الجيش العراقي يشهد ضعفا عاما في مفاصله. وأرجع أسباب هذا الضعف إلى انهيار الجيش العراقي وفشله في فرض نفسه على ساحة المعركة ، لاسيما بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 . وأكد أنه بعد سقوط الجيش لم تتبعه أية جهود حقيقية لإعادة بنائه على أسس قوية وحديثة، حيث لعبت المحاصصة الطائفية، وسياسة الدمج الخارجي والتي تعتمد على إدخال مجندين للجيش بوساطة الأحزاب والقوى السياسية، دوراً كبيرا في إضعاف الروح القتالية للجيش، وربط ولائه بالأحزاب والأشخاص. ونشرت صحيفة دي فيلت الألمانية تقرير يفيد أنّ تقدم قوات داعش على الأرض دليل واضح على مدى ضعف قوات الجيش العراقي، وقالت الصحيفة إن الجيش العراقي أثبت فشله بعد سقوط الرمادي حيث هرب جنوده من أمام داعش. بحسب دويتشه فليه. وأكد التقرير أنّ فشل الجيش سبقته هزائم أخرى على الأرض، لم يستطع أن يثبت أي نجاح حقيقي على الأرض في مواجهة داعش، بالرغم من ملايين الدولارات التي صرفت على تسليحه، والتدريبات التي تلقاها من خبراء عسكريين أميركيين. ويرفض مدير المركز الأوروبي العربي للدراسات جاسم محمد انتقادات وزير الدفاع الأميركي مؤكدًا أنها غير دقيقة. وأوضح أنّ الجيش العراقي، لا يملك الأسلحة المناسبة لقتال داعش، فضلا عن أنّ العديد من عقود التسليح التي أبرمها الجيش لم تتم، لافتا إلى أنّ طبيعة الصراع الذي يواجهه الجيش العراقي تستلزم أنواعا مختلفة من الأسلحة التي يتم توريدها له. وانتقد الباحث العراقي الغطاء الأميركي، ووصفه بأنه غير فعال، مؤكدًا أنّ عمليات التنسيق بين الجيش العراقي والقوات الأمريكية قليلة أو شبه معدومة، كما إن فعالية الردع الجوي تعتمد على السرعة في رصد وقصف الأهداف. وأضاف أن وجود تكامل بين القوات على الأرض والطائرات في الجو، منعدم حاليًا، حيث إن الأهداف الجوية الأميركية تتم بشكل انتقائي في الغالب وتخضع للمزاج الأميركي ما يفقدها فعاليتها، بحسب الباحث. ويؤكد جاسم محمد أن ميزانية الجيش الضخمة 25 مليار دولار للعام الحالي لم تنجح في بناء جيش قوي. ويرى جاسم أنّ الحل إعادة بناء الجيش على أسس سليمة، إلا أن الوضع الحالي لا يسمح بذلك، مضيفا أنّ وجود قوات الحشد الشعبي إلى جانب الجيش العراقي تزيد من قدرته في المواجهة على الأرض،لاسيما أن هذه القوات المدربة والمسلحة من إيران تمتلك روحا قتالية عالية. واعترف أن التفكير الطائفي لقوات الحشد الشعبي قد يثير استفزاز السنة لاسيما بعد إعلان القوات عن بدء حملة لاسترداد الرمادي تحت شعار"لبيك يا حسين"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه