2015-10-10 

المتنافسون على رئاسة الفيفا

من الأردن، مريم حسين

فتحت الاستقالة المفاجئة لبلاتر من رئاسة الفيفا، مجال المنافسة على منصب أهم رجل في عالم المستديرة ، فلم يمضي أقل من 48 ساعة على خلو المنصب الأرفع إلا وفقزت أسماء من ألمع نجومها على مدى التاريخ كمرشحين لقيادة سفينة "الفيفا" في مرحلة هي الأعقد منذ تأسيسها عام 1904. ووفقا لبلاتر فإن الانتخابات ستعاد ثانية في جمعية عمومية (كونغرس) استثنائية لرؤساء اتحادات كرة القدم في العالم. ومن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر في الفترة بين (ديسمبر 2015 ومارس 2016). وحتى ذلك الحين سيبقى بلاتر في منصبه ولكن بدون سلطة. يبقى السؤال الأهم: من هو المرشح الأوفر حظا لخلافة بلاتر في منصبه؟ أسماء كثيرة لكن ربما تكون فرصها ضعيفة عندما يترشح الآن آخرون، كانوا لا يجرؤن في الماضي على منافسة بلاتر. الأمير الأردني علي بن الحسين (39 عامًأ) كان المنافس الأقوى لبلاتر في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة، وبعد استقالة بلاتر كان هو أول من أعلن عن استعداده للدخول في انتخابات جديدة. وبحسب دويتشه فليه يرى بعض المراقبين للمشهد الكروي أن الأميرعلي بن الحسين أقوى المرشحين للمنصب، إذ كان الأمير الأردني المنافس الأقوى لبلاتر في الانتخابات الأخيرة، وتمكن من حصد 73 صوتا في الجولة الأولى، مقابل 133 لبلاتر، بيد أن الأمير علي انسحب قبل إجراء الجولة الثانية. ويؤكد المراقبون أنّ التجرؤ على منافسة بلاتر كان موقفا شجاعا من الأمير علي، إلا أنّ بعضهم ييبنّ أنّ الأمير الشاب اعتمد كثيرا على الدعم الأوروبي، من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشائيل بلاتيني، ورئيس الاتحاد الانكليزي غريغ دايك، إلا أنه افتقد دعم الاتحادات القارية الكبرى، وفضلا عن أنّ انسحاب بلاتر سيدفع بلاتيني –الذي لم يجرؤ يوما على منافسة بلاتر- لإعادة حساباته، ففرصته في الظفر بهذا المنصب كبيرة جدا، فهو يرأس الاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة، وخبرته في التعامل مع مجتمع الكرة أكبر وصلاته بذلك المجتمع أقوى من الأمير علي. وأشاروا إلى أنّ بلاتيني الأكثر انتقادا لبلاتر في السنوات الأخيرة،وطالبه صراحة بالتنحي، وأعلن تأييده للأمير الأردني وعمل على جمع الكثير من الأصوات لصالحه بغية الإطاحة ببلاتر. ميشيل بلاتيني لم يعلن صراحة عن رغبته بخلافة بلاتر، لكنه كشف أن اتحاده ألغى اجتماعا مخططا السبت المقبل، حيث كان ينوي مناقشة الخطوات المتخذة بعد انتخاب سيب بلاتر رئيسا للفيفا. وقال بلاتيني بعد استقالة بلاتر "لقد قررت أنه سيكون من الأنسب تأجيل الاجتماع الذي كان مقررا في برلين". وأضاف "في ظل الكشف عن معلومات جديدة بشكل يومي، أعتقد أنه سيكون من الأفضل الحصول على الوقت اللازم لتقييم الموقف، وحتى يكون بوسعنا جميعا أن نتخذ موقفا بشأن هذا الأمر. وبحسب رويترز أبدى النجم الدولي البرازيلي السابق زيكو (62 عاما)، رغبته في الترشح لرئاسة الفيفا، بعد ساعات فقط من إعلان السويسري سيب بلاتر تنحيه عن رئاسة الفيفا. زيكو شغل منصب وزير الرياضة في البرازيل في تسعينات القرن الماضي، ولديه عقود من الخبرة على كل المستويات بينها فترات تولى فيها تدريب منتخبات اليابان وتركيا وروسيا واليونان. وقال زيكو على صفحته في فيسبوك "حياتي كانت دائما في كرة القدم. إنه شغف لخدمتها بجدية واحترامها في البرازيل ودول أخرى". وتابع "كنت وزيرا للرياضة ولدي خبرة مع الأندية.. ليس لدي أي دعم حتى الآن لكن إذا أصبح الأمر مفتوحا سيمكنني الترشح". وجذبت كعكة رئاسة الفيفا الملياردير الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون، حيث أعلن أنّه يدرس بعناية الترشح لرئاسة الفيفا. وأكد تشونغ العضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا ومن أشد المعارضين لبلاتر، في مؤتمر صحفي في سيول، أنه سيلتقي مع مسؤولين أوروبيين قبل اتخاذ قراره النهائي. وتشونغ هو صاحب أكبر حصة من الأسهم في شركة هيونداي للصناعات الثقيلة، وكان يتطلع لحصول كوريا الجنوبية على حق استضافة نهائيات كأس العالم 2022، ويبقى من العناصر المؤثرة في كرة القدم الآسيوية. وبحسب روسيا اليوم طرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس اسم ماردونا قائلًا: يجب أن يصبح الرئيس القادم للاتحاد الدولي لكرة القدم دييغو أرماندو مارادونا أو شخص مثله.. مارادونا بدوره أعلن أنه "مستمتع" بالفضيحة، علما أنه كان ينتقد بلاتر صراحة، وأعلن في الانتخابات الأخيرة على رئاسة الفيفا دعمه الواضح للمرشح الآخر الأمير علي بن الحسين. أسماء آخرى كثيرة حاولت منافسة بلاتر على منصبه، لكنها انسحبت قبل الانتخابات بوقت قصير. وانسحاب بلاتر الآن ربما يدفع من كانوا ينافسونه آنذاك لترشيح أنفسهم ثانية. ومن بين هذه الأسماء البرتغالي لويس فيغو (42 عاما) الذي انسحب بعدما فشل في الحصول على الدعم اللازم. أما رئيس الاتحاد الهولندي ميشائيل فان فراغ (67 عاما) فقد أعلن عزمه الترشح للانتخابات الأخيرة في يناير الماضي، لكنه تراجع في النهاية. وكان فان براغ من أكثر المناهضين لرئاسة بلاتر للفيفا، إذ كثيرا من انتقد إدارته بشكل علني وطالبه بالتنحي عن منصبه. كما كان هناك أيضا دافيد جينولا (48 عاما)، الذي انسحب بعد الصعوبات التي واجهها في الحصول على دعم خمسة اتحادات وطنية، وهو أحد الشروط المطلوبة لخوض انتخابات رئاسة الفيفا. الشيخ أحمد الفهد الصباح (51 عاما)، فهو اسم عربي آخر بين المنافسين المحتملين على خلافة بلاتر في رئاسة الفيفي. فهو يرأس المجلس الأولمبي الآسيوي وتم تعيينه مؤخرا عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وله تأثير قوي على القرارات الكبرى داخل الفيفا. ما يعني أن علاقة الشيخ الكويتي بالاتحادات الوطنية الكروية أقوى من علاقة الأمير علي بتلك الاتحادات. وهذه نقطة مهمة في صالح المتنافسين على هذا المنصب. لكن بعض المراقبين للمشهد الكروي يرون أن وجود أسماء عالمية ذات خبرة طويلة في عالم كرة القدم، ربما تصعب مهمة الشيخ أحمد الفهد في الوصول إلى هذا المنصب.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه