أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم قبول أوراق سبعة مرشحين، بينهم عربيان، للمنافسة على رئاسة الفيفا خلفا للسويسري جوزيف بلاتر في الانتخابات المقررة خلال اجتماع استثنائي للجمعية العمومية في شباط / فبراير المقبل.
وقال الفيفا ومقره مدينة زوريخ السويسرية في بيان إن المرشحين السبعة هم الأمير الأردني علي بن الحسين والبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة والليبيري موسى حسن بيليتي وجيروم شامبين والسويسري والفرنسيان جياني انفانتينو وميشيل بلاتيني بالإضافة إلى الجنوب إفريقي طوكيو سيسكويل. بينما استبعد لاعب ترينيداد وتوباغو السابق دافيد ناخيد.
وأكد الفيفا أن اللجنة الانتخابية لن تتعامل مع طلب الفرنسي ميشيل بلاتيني للترشح طالما ظل إيقافه ساريا. وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم موقوف لمدة 90 يوما قابلة للتمديد على خلفية تحقيقات الفساد في الفيفا.
وفي سياق متصل، قالت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الموقوف حاليا قوله إن روسيا ستنظم نهائيات كأس العالم 2018 كما هو مقرر وإنها لن تخسر حقوق الاستضافة. وقال بلاتر للوكالة الروسية في مقابلة "لقد حسم الأمر.. روسيا لن تفقد حق استضافة نهائيات كأس العالم."
ومن بين الأسماء السبعة على قائمة المرشحين، اسمان قد يفتح أحدهما الباب لرئاسة عربية للاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة في تاريخ الفيفا. ويتعلق الأمر بالشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني للعبة.
وعند انطلاق حملته الانتخابية، أكد الشيخ سلمان أن إقدامه على الترشح نابع من رغبته في المساهمة في "إعادة المنظمة العالمية لمسارها الصحيح"، مضيفا أنه "لم يعد خافيا على أحد ما أحدثته التطورات المتسارعة في الفترة الماضية من آثار سلبية على سمعة ومكانة الاتحاد الدولي. وعلى ضوء تلك التطورات فقد تلقيت اتصالات عديدة من منتسبي أسرة كرة القدم العالمية تطالبني بالترشح لرئاسة الاتحاد الدولي"، وفق بيان نسب للشيخ البحريني تناقلته وكالة الأنباء العالمية.
وفور إعلانه الترشح، تم فهم هذه الخطوة كضربة قوية موجهة ضد الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف لتسعين يوم، حيث إن هذا الأخير كان يراهن على دعم الاتحاد الآسيوي له.
لكن حتى وقبل إعلان الاتحاد الدولي للعبة وبشكل رسمي عن قائمة المرشحين في انتخابات الرئاسة، وجد الشيخ سلمان نفسه اتهامات خطيرة وجهت إليه من قبل منظمات حقوقية معتبرة أنه يشكل "طرفا" في توقيف وتعذيب لاعبي كرة القدم عندما كان رئيسا للاتحاد البحريني. وقال رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم في تصريحات نشرها أمس الثلاثاء الموقع الرسمي لشبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "هذا النوع من الاتهامات ضار ومهين". ووصف المتحدث الاتهامات بـ"الأكاذيب السيئة والمضللة، تتكرر في السابق وحاليا".
وكان الشيخ سلمان رئيسا للاتحاد البحريني عام 2011 عندما قتل عدد كبير من المواطنين في تظاهرة شيعية معارضة تطالب بإجراء إصلاحات في البلاد من طرف قوات الأمن البحرينية. واتهمت منظمات لحقوق الإنسان الشيخ سلمان بأنه تعرف على بعض اللاعبين الذين قاموا بالتظاهر ولم يقم بأي شيء لحمايتهم من التعرض للأذى.
ووسط الزلزال الهائل الذي يعصف بالاتحاد الدولي والذي أسفر عن توقيف بلاتر وبلاتيني، إضافة إلى اعتقال سبعة من مسؤوليه الكبار على الأقل في إطار التحقيقات الجارية في الولايات المتحدة وسويسرا حول فضائح فساد وتبييض أموال وابتزاز وإساءة ائتمان، فمن غير المستبعد أن تفتح لجنة القيم التابعة للفيفا تحقيقات حول الاتهامات الموجهة ضد رئيس الاتحاد الآسيوي نفسه، علما أن جميع القضايا الأخلاقية وعلى رأسها قضية حقوق الإنسان باتت في أولويات الفيفا حاليا. وفي هذا الإطار أعلنت الجمعية العالمية للاعبين المحترفين (فيفبرو) أن حقوق الإنسان من القضايا الأساسية في قرارات دعم المرشحين أو عدم ذلك.
جميع هذه المعطيات تشكك في احتمالات حصول الشيخ سلمان على منصب رئيس الاتحاد الدولي خلفا لبلاتر، خاصة أمام الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل، الرجل الذي يتم الربط بين اسمه وبين زعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، باعتبار أنه كان رفيق زنزانته لسنوات طويلة. ويلعب سيكسيول غير المتجدر في كرة القدم، ورقة الرجل الجديد من خارج النظام الحالي بسمعته النظيفة.
الأمير علي الحسين في محاولة جديدة
لم يكن ترشح الشيخ سلمان ضربة لبلاتيني الموقوف حالياً فحسب، وإنما أيضا لرئيس الاتحاد الأردني الأمير علي بن الحسين الذي كان يطمح هو الآخر إلى الحصول على أصوات الاتحاد الأسيوي في الانتخابات.
قبل نحو أسبوعين أعلن الأمير الأردني في بيان أنه تقدم رسميا للمنافسة على منصب رئيس الاتحاد، في محاولة جديدة بعد أن خسر الانتخابات السابقة أمام جوزيف بلاتر، حين قدم نفسه على أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك "الجرأة" لمواجهة الفساد في المنظمة الدولية. واليوم يتابع، نائب رئيس الاتحاد الدولي السابق، أنه و"قبل عشرة أشهر كنت الشخص الوحيد الذي تجرأ على تحدي بلاتر. ترشحت لأني كنت مقتنعا بأن فيفا بحاجة للتغيير. وكانت لدي الشجاعة للنزول للسباق من أجل التغيير عندما كان آخرون خائفين".
ويرى الأمير علي أنه خسر الانتخابات "لأن آخرين أرادوا نزولي من أجل إفساح المجال لأنفسهم"، واستدرك قائلا: "لم تكن لديهم شجاعة الترشح، أما أنا فقد قمت بذلك".
المصدر : وكالات