2015-10-10 

وأخيراَ ... الأكراد في البرلمان التركي

من دياربكر (تركيا)، فوليا اوزركان

في الوقت الذي غاب فيه صخب الاحتفالات عن الأجواء خارج مقر حزب العدالة والتنمية في أنقر، خرج الآلاف الأكراد في دياربكر، للاحتفال بدخول 80 من مرشحي حزب الشعب الديموقراطي البرلمان. وشهدت ديار بكر معقل الأكراد في جنوب شرق تركيا مشاهد الفرح تخللتها ألعاب نارية و تقاطرت السيارات مطلقة أبواقها وأطل ركابها من النوفذ، رافعين أصابعهم بعلامة النصر. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية نزل أنصار الحزب إلى شوارع "العاصمة" الكردية في البلاد، راقصين ومطلقين الزغاريد ومرددين شعار حملة الحزب "نحن حزب الشعب الديموقراطي، نحن البرلمان" وقال الكردي حسين درماز (47 عامًا) "هذه ليلة مهرجان ، فجر الأكراد صناديق الاقتراع، ولن نؤمن بحزب العدالة والتنمية، الحزب الحاكم الاسلامي المحافظ الذي خسر الاحد الاكثرية المطلقة التي كان يتمتع بها منذ ثلاث عشرة عامًا" وشبه ايتباك بيرم (34 عاما) احتفالات الأكراد بدخول البرلمان، بليلة احتفال دياربكر بتحرير كوباني في إشارة إلى النصر االذي حققه الأكراد في يناير الماضي باستعادة مدينة كوباني السورية التي كان يحاصرها عناصر تنظيم داعش.. وأوضح يلمان المناصر للحزب الكردي أن بروز حزب الشعب الديموقراطي يرمز إلى وحدة الاكراد، مؤكدًا تحذير حزبه للميول الديكتاتوية لحزب العدالة والتنمية. وأكد اورهان اكغون، وهو كردي من دياربكر، أن حزب العدالة والتنمية أضر بنفسه خسر ثقة الشعب، موضحا أنه كان يصوت لهذا الحزب في الماضي. وقال سلجوق اتاسيفير المسؤول في مكتب تصويت في دياربكر، ان "ممثلينا سيدخلون البرلمان، وسيدافعون عن حقوق الاكراد، قائلًا :ابتداء من اليوم، سيكون لنا وزن أكبر في عملية السلام. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة بتحفيز من اردوغان منحت في السنوات الاخيرة الاكراد حقوقا جديدة، ولاسيما استخدام لغتهم، إلا أنّ رئيس الدولة بدل خطابه في الفترة الاخيرة وجمد عملية السلام التي كان بدأها مع حزب العمال الكردستاني. وخالف الرئيس رجب طيب اردوغان الذي يهيمن بلا منازع على الحياة السياسية التركية منذ اكثر من عشر سنوات، واجب الحياد المفروض عليه كرئيس ليخوض بنفسه حملة الانتخابات من اجل ان يحصل حزبه على 330 مقعدا على الاقل من مقاعد البرلمان ال 550، حتى يتمكن من تعديل الدستور وتعزيز صلاحياته. . هذا ويواجه حزب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان معضلة تشكيل حكومة جديدة، لاسيما بعد فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى في تاريخه. . وبعد فرز جميع الأصوات تقريبا، حصل حزب العدالة والتنمية على 40% فقط، ما يمنحه 258 مقعدا في البرلمان الذي يضم 550 عضوا، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد على 13% من الأصوات، ما يمنحه 79 مقعدا في البرلمان الذي يدخله للمرة الأولى. أما "حزب الشعب الجمهوري" ،من تيار يسار الوسط، فقد حصل على ما يزيد قليلا على 25% من الأصوات .. فيما حصل "حزب الحركة القومية" اليميني المتطرف على 16.4% من الأصوات.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه