انتقد الحكومة ولكن لا تنتقد الرئيس وكهذا يلخص أحمد فتحي، عضو هيئة تدريس كلية الإعلام ومدير المركز الإعلامي للكلية بجامعة الأهرام الكندية، حالة الإعلام المصري . يقول فتحي أن الإعلام في مصر" يعيش أسوء عهد له وأسوء درجات الحرية". مضيفًا " "إن الإعلام يعيد إنتاج الفترة الأخيرة من حكم مبارك بشكل أوسع". وأوضح فتحي أن الإعلام المصري عاش فترة من الحرية التي كادت تنافس حرية الإعلام في الغرب خلال فترتي حكم المجلس العسكري والرئيس المعزول محمد مرسي، حيث كان الانتقاد المباشر يوجه للمجلس العسكري ولمرسي، غير أن تلك الحرية تراجعت بعد الـ30 من يونيو 2013 ، فعادت إلى المبدأ الذي كان متبعًا في عهد مبارك: "انتقد الحكومة ولا تنتقد الرئيس". ووتقول دويتش فيله أنه عندما تقف أمام بائع الصحف لتنتقي جريدة تقرأها فستجد أن العناوين متطابقة بالكامل. ويتكرر ذلك في عدة مناسبات في الصحف المصرية، كلما تعلق الأمر بتغطية أحداث مهمة. فعناوين الصحف المستقلة متطابقة مع عناوين الصحف القومية والحزبية. مثلا عنوان: "مصر تستيقظ"، عقب افتتاح المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، أوعنوان "يوم الدم في سيناء"، بعد إحدى العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري في شبه الجزيرة، أو"مرسي السجين رقم 0"، و"مرسي بالبدلة الزرقاء" عقب الحكم عليه. تطابق العناوين وأشكالها قد يوحي للقارئ وكأنها كُتبت من قبل شخص واحد، إذ تتشابه العناوين، رغم اختلاف الصحف وتوجهاتها. وعلى جانب آخر، هناك فن الكاريكاتير البعيد عن انتقاد شخص الرئيس، وهو فن مُحرّم في الصحف المصرية"، حيث يوضح رسام الكاريكاتير إيهاب عبدالجواد، من صحيفة "اليوم السابع" أنه "إذا كانت السخرية صريحة تجاه شخص السيسي فإنها لا تُنشر، مؤكدًا أن "نقد هذا الرجل يشكل خطا أحمر". ويقول بائع صحف "من تملكته الشجاعة وخرج عن الإطار السائد، سواء عبر استخدام اسم الرئيس في جملة تعتبرها السلطة غير مناسبة، أو عبر انتقاد الجهاز الأمني، أو سرد حكايات لأشخاص تتضمن ما لا يروق السلطة بهذا الشأن، فمصيره الحبس أو إجراءات التحقيق في نيابة أمن الدولة العليا أو إنه قد يصبح مثلا هدفا لمصادرة طبعة صحيفة أوإيقاف بث برنامج تلفزيون، وأمثلة ذلك كثيرة. بدأت مع حملة أطلقتها جريدة الدستور تحت عنوان "خطر خطر خطر.. عودة بطش الداخلية وإهدار كرامة المواطنين علنًا"، تحدث فيها الملف عن فضائح أمنية وتجاوزات أخلاقية وفساد وتعذيب وغيرها من المشكلات داخل الجهاز الأمني. وقد تم بعدها مباشرة القبض على الصحفي المسؤول عن الملف، حسين محمود عبدالحليم علي، وأصدرت الوزارة بيانًا حول الواقعة ذكرت فيه أن الصحفي مطلوب في عدة قضايا،كما تقدمت وزارة الداخلية ببلاغ للنائب العام ضد الجريدة. ثم تم مصادرة عدد من جريدة الوطن، بتاريخ 11 مايو 2015، لاحتواءه على مانشيت "7 أقوى من السيسي" لملف عن "الدولة العميقة التي تهدد مصر والرئيس". وبعد مصادرته تم تعديل العنوان وإصدار طبعة أخرى أصبح العنوان فيها: "7 أقوى من الإصلاح". وبعيدًا عن الصحف، كان إيقاف عرض برنامج "جمع مؤنث سالم" للإعلامية ريم ماجد على قناة "أون تي في" أبرز أحداث السنة في الإعلام التلفزيوني. والتي كشفت ريم ماجد في أحاديث تلفزيونية أن القناة أبلغتها بوجود ضغوط من جهة سيادية لوقف البرنامج. وعلى مستوى الإذاعة، كان أبرز القرارات التي تم اتخاذه خلال عام من حكم السيسي قرار رئيس الإذاعة المصرية، عبدالرحمن رشاد بمنع بث أغاني الفنان حمزة نمرة على شبكاتها، مبررًا قراره بأن أغاني المطرب الشاب "تعارض النظام الحاكم في البلاد".