بدأت المفاوضات من جديد بين طهران ودول 5 +1 بغية التوصل الي انفاق نهائي بشان برنامج ايران النووي، وبدء معها شبح الخوف من حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة الأكثر تقلبًا في العالم . ويترقب العالم بحذر شديد نتائج تلك المفاوضات لاسيما مع تحذيرات مستمرة من دول الخليج حول تداعيات اتفاق سيء على المنطقة إذا تساهل المجتمع الدولي مع طهران. وصدرت تلميحات متكررة عن المملكة العربية السعودية بأنها ستسعى للحصول على أسلحة نووية خاصة بها، إذا ما حصلت طهران في أي وقت على هذه الأسلحة. ويشير محللون إلى أن رد فعل السعودية قد يكون بسعيها لتصنيع قنبلة نووية إذا لم يعجبها الاتفاق النووي، في الوقت الذي يستبعد فيه خبراء هذا الاحتمال. وكشف مسؤولون سعوديون أنّ الرياض سوف تضغط من أجل الحصول على نفس الحقوق النووية التي ستمنحها القوى العالمية لإيران في المحادثات الحالية، وألمحوا أيضًا إلى أنه، وفي حال فشلت المفاوضات في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية، فإنهم سوف يفعلون الشيء نفسه ويحصلون على أسلحة نووية خاصة بهم. وأكد السفير السعودي في بريطانيا، الأمير محمد بن نواف، أنّ المملكة على استعداد لتطوير برنامج نووي، لافتًا إلى أن برنامج طهران النووي يمثل تهديدًا للمنطقة بشكل كامل ومباشر وأوضح الأمير السعودي في مقابلة أجراها مع صحيفة الغارديان البريطانية ونشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أنّ بلاده ومنذ عهد الملك السابق، فهد بن عبدالعزيز، أيدت سياسة تتمحور حول أن الرياض لن تسعى لاقتناء سلاح نووي، مشيرا إلى أنه وفي وقت لاحق أصبح من المعروف أن إيران انتهجت سياسة يمكن لها من خلالها المضي في برنامج لأسلحة دمار شامل، وهذا غير النظرة بأكملها في المنطقة. وأضاف الأمير السعودي أنّ البرنامج النووي الإيراني يشكل مصدرًا رئيسيًا وحافزًا للانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل. وتابع قائلًا: نأمل أننا حصلنا على التأكيدات التي تضمن بأن إيران لن تسعى للحصول على هذا النوع من الأسلحة، ولكن إن لم يحصل ذلك فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للمملكة العربية السعودية. وسبق لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عندما كان سفيراً للمملكة في الولايات المتحدة، أن ذكر في مقابلة مع CNN في مارس الماضي، أنه لا يستبعد أن تسلك السعودية طريقها الخاص للحصول على أسلحة نووية، بمواجهة إيران إذا ما أصبح لديها قدرات تسليحية نووية. وفي السياق ذاته أكد عبد العزيز الصقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، ومقره في جدة وجنيف أنّ السعودية لن تجلس مكتوفة الأيدي إذا امتلكت إيران القنبلة النووية؛ وسوف تفكر بجدية بتعويض ذلك. أثارت تصريحات بأن المملكة السعودية، ودول الشرق الأوسط الأخرى، ستسعى للحصول على برامج نووية بنفس شروط إيران، على الدول المتفاوضة مع طهران على الصفقة. قلقل المفاوضيين الغربيين. وقال دبلوماسي غربي في الرياض: إذا ما تم الوصول لاتفاق يعطي إيران شيئًا ليس متوقعًا؛ فسوف يصبح هذا الاتفاق هو المعيار الدولي الجديد، وستسعى غيرها من الدول بشكل واضح، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، لاتباعه، وهذا هو السبب الذي يجعلنا قلقين جدًا وقد توقف برنامج الطاقة النووية المقترح في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، بسبب الجدل حول مدى اتساعه، وحول الوكالة الحكومية التي يجب أن تتحكم به، ولكن لا تزال لدى الرياض اتفاقيات تعاون نووي مع عدة دول. وأحد الاحتمالات الأكثر شيوعًا هو أنه، وبدلًا من محاولة استخدام برنامجها النووي المدني لصنع قنبلة، وهي عملية معقدة من الصعب الحفاظ على سريتها، تستطيع المملكة العربية السعودية شراء السلاح النووي من باكستان، أو صناعته تحت مظلتها. نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد، تقريراً نقلت فيه عن "مسؤولين أمريكيين"، لم تكشف عن هوياتهم، أن السعودية "اتخذت قراراً استراتيجياً بالحصول على أسلحة نووية جاهزة للاستخدام من باكستان." وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السعودية قامت بتمويل الجزء الأكبر من البرنامج النووي لباكستان، على مدار العقود الثلاثة الماضية. ويعلق رئيس مركز الخليج للأبحاث أنّ السعودية أرسلت مؤشرات كافية، ولديها علاقة قوية جدًا مع باكستان، التي لديها بعض القدرة النووية. وإذا كان جاري يمتلك هذه القدرة، فلماذا عليّ أن أنتظر حتى أصبح تحت التهديد؟ سوف أقوم بحماية مصالح بلادي". وتابع : في الوقت الراهن يصعب معرفة رد فعل السعودية، ولكن من الواضح للجميع أن الحكومة السعودية مستاءة مما حصل مؤخرا فيما يتعلق بالمحادثات التي جرت مؤخرًا بين أمريكا وإيران. ويعد أخذ تفكير الرياض بامتلاك برنامج للأسلحة النووية على محمل الجد دليلًا على مدى تغير علاقتها مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد الاختلاف الواضع في علاقة الرئيس الأميركي بارك أوباما مع ايران ودفاعة المستميت عن اكمال الاتفاق مع ايران. وعلى الرغم من أنها لا زالت تعتبر واشنطن حليفًا وثيقًا لها، لم تعد السعودية تعتقد بأنها تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنها، وعن حلفائها، ضد ما تعتبره توسعًا إيرانيًا في الدول العربية. وأظهرت الرياض، من خلال قيادتها لتحالف دولي يقصف حلفاء طهران، الحوثيين في اليمن، مدى الجدية التي تتعامل بها مع التهديد الإيراني، وكيف نمت سياستها الخارجية لتصبح أكثر حزمًا بكثير من السابق، وهو مايعبر عنه السعوديون ببدء عصر جديد من الحزم في السياسة الخارجية، يستند على قيام المملكة بتدابير مباشرة ضد إيران، بدلًا من الاعتماد على المساعدة الغربية. يقول سعود السرحان، الباحث في مركز الملك فيصل في الرياض : إذا حدث أن فزنا في اليمن، كما هو محتمل، فإن ذلك سيشكل نهاية عقد قوة إيران في المنطقة، وسوف يصبح التأثير السعودي أقوى وأقوى". وترى الكاتبة السعودية أمل عبد العزيز الهزاني أن التحدي الذي يواجه السعودية ليس في القدرة الإنتاجية للسلاح النووي، إنما في اتخاذ قرار البدء، وهو قرار لا تتمناه المملكة، بل ولا تزال تحاول أن تتجنبه من خلال الضغط على مجموعة دول «5+1» التي تفاوض إيران في برنامجها النووي. وأشارت أنّه في حال فشلت السعودية في منع طهران من تطوير برنامجها النووي وإنتاج قنبلة نووية، فلن تتأخر كثيرًا في امتلاك مثيلتها، باستيرادها مؤقتًا ثم تصنيعها، وسيكون البرنامج السعودي نموذجًا فريدًا، للمحاكاة والتقليد، لأنه خط مستقيم على ورقة بيضاء، مستعينة فيه بآخر مستجدات هذه الصناعة، وهو حق لا ينازعها فيه أحد مع ما يراه العالم من فوضى تسببت فيها إيران بسماجتها السياسية وطموحها الأرعن. وتابعت السعودية التي فاجأت العالم بحصولها على الصواريخ الباليستية الصينية في التسعينات، والتي تمتلك علاقات بحثية متينة مع باكستان، وعلاقات اقتصادية قوية مع دول نووية، ستنجح حتمًا في تأسيس بنية تحتية لبرنامج نووي بمواردها البشرية والمالية متى ما رأت ذلك، وهي فعليًا قاب قوسين، وربما أدنى. تلك التهديدات لها أثرها الشديد على صانع القرار في طهران، فالسعودية التي أصبحت تقود تحالف الحزم ضد الحوثيين ومن يقف وراءهم ويدعمهم تسعى لأن تصبح قوة نووية جديدة في المنطقة، قوة رادعة تقلب ميزان القوى لصالحها. الحديث النووي السعودي وقعه على طهران أكبر وأكثر تأثيراً من حرب عاصفة الحزم في اليمن لأن ايران تدرك أن المشروع النووي السعودي ان حصل فهو سيكون متحداً مع السلاح النووي الباكستاني ما يؤدي الى اختلال التوازن النووي في الشرق الأوسط فتفقد ايران أهمية تسلحها النووي في المنطقة بالتالي تنهار كقوة تتمدد بلا رادع. ينطوي اكتساب أي نوع من القدرة على إنتاج أسلحة نووية على خرق لشروط معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، وبالتالي؛ يحتمل أن تترك الرياض معرضة لأن تصبح منبوذة عالميًا، ومعرضة لنفس العقوبات القاسية التي تعاني منها إيران الآن. ويرى الخبراء أنّ الاقتصاد السعودي يعتمد على التجارة الدولية إلى حد أكبر بكثير مما هو عليه حال الاقتصاد الإيراني. ولكن، وفي الوقت نفسه، تعد الصادرات السعودية من النفط الخام مهمة جدًا بالنسبة للاقتصاد العالمي؛ مما سيجعل من الصعب على الدول الأخرى فرض أي عقوبات اقتصادية على نحو فعال على السعودية. وتابع الخبراء: لا يمكنك معاقبة ربع احتياطيات الطاقة في العالم، قول المجتمع الدولي بأنه يستطيع معاقبة المملكة العربية السعودية هو خدعة