السعوديون يرغبون أن يستيقظوا كل يوم، وهم يجدون أن هناك "أكشن" جديد لكن بشرط، أن يكون بعيداً تماماً عنهم وعن أسرهم، لكنهم مغرمون جداً بأي حدث جديد، أي إشاعة جديدة، أي "حدوتة" تكسر الدنيا، ويغضبون كثيراً إذا لم تكن هناك مناوشات على وسائل التواصل الاجتماعي، فهم يتبادلون الرسائل مع بعضهم البعض "يا شيخ... وش الحياة المملة، يعني خلصت مشاكل الناس". التعميم يبدو لي جائراً، لنكن أكثر وضوحاً ونقول أن معظم السعوديين من الجنسين، يبحثون عن الإثارة في حياوات الآخرين، وكما قلت مسبقاً، الأهم من كل هذا وذاك، أن تكون هذه الإثارة بعيدة عن مناطق حياتهم، وخصوصيتهم التي يتفردون بها، لكن هذا لا يمنع أن الإثارة بالنسبة لهم مطلبهم الأول، وعلى الأخص حينما قادت إحدى الشابات السيارة راغبة في الدخول إلى حدود السعودية، متحدية بذلك النظام المتعارف عليه، بمنع المرأة من قيادة السيارة، فمنذ هذه اللحظة على ما أظن، أصبح معظم المجتمع، يود أن يجد شيئاً ما يقوده إلى إبداء رأيه، أو إلى "الطقطقة" على الطرف الآخر، وكأنه خالي الوفاض، لا حياة أسرية تشغله، أو عمل مهني مرتبط به، أو حتى علاقات عاطفية مكثفة تسحره. لا عليك فكل الذين يبحثون عن الإثارة كل صباح، لديهم أشياء كثيرة مهمة تشغلهم، ولديهم واجبات ملزمين القيام بها، لكنهم يصرون دون أن يعلموا، بأنهم يهبوك ذلك الانطباع المقلق، بأن لا شيء يمنعهم من التمتع ببعض الأمور الأخرى، والتي يجدون فيها أحياناً أنها تبرز الجانب الخفي من شخصيتهم، والأكثر سحراً بالنسبة لهم، لو أنهم تخفوا تحت اسم مستعار، حتى يكيلوا كل المتورطين بالإشاعة، بأقذع الألفاظ والإهانات، إلى جانب كل ذلك، فأنت مهما فعلت سواءً كشخص عادي أو مشهور، لن تستطيع أن تحصل على محبتهم الخالصة لك، فذاك يعتمد على مزاجيتهم، وعلى نوع "الشيشة" التي يتناولونها في الاستراحة، وعلى خسارة أو فوز ناديهم المفضل، الآن يقف بجانبك، بعد عددٍ من الساعات لا تصاب بأي اضطراب إذا ما وجدت أحدهم يتربص للنيل منك، أنه فقط يجد أن لهُ الحق أن يفعل ذلك، ويضع أمامه مبررات تحفظ له تأجج مشاعره، من طلب منك أن تصبح شهيراً؟ من سمح لك بفتح حساب، إذا لم تكن تتقبل الفكر الآخر؟ عليك مرغماً أن تتحملني رضيت أم أبيت
ما تطرقت له كاتبتنا في هذا المقال يبين لنا مشكلة اغلب الناس في مجتمعنا ينشغلون بالاخرين و ينسون انفسهم و اصبحت اهتماماتهم مضيعة لاوقاتهم و ازعاجاً للاخرين