دخل اتفاق "مينسك2" لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا حيّز التنفيذ بدءا من منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي، في خطوة نحو إنهاء النزاع المستعر منذ عشرة أشهر بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا والذي أودى بحياة أكثر من 5500 شخص. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين محليين قولهم إن طرفي النزاع في شرق أوكرانيا يحترمان اتفاق وقف إطلاق النار، وأوضحوا أنه لم يعد يسمع دوي القصف المدفعي في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، ولا على جبهات القتال في كل من ديبالتسيف وماريوبول. كان الرئيس الأوكراني قد تحدث هاتفيا مساء السبت مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن "الرئيس أوباما تحدث مع الرئيس الأوكراني بوروشينكو وأبدى قلقه العميق بشأن العنف المستمر ولاسيما في ديبالتسيف والمناطق المحيطة بها". غير أنّ رشقات رصاص سمعت في الساعة الأولى من فجر الأحد بالتوقيت المحلي في دونيتسك. وسبقت وقف إطلاق النار معارك عنيفة في محيط مدينة ديبالتسيف، وأسفر تبادل القصف المدفعي عن سقوط ثلاثة قتلى في دونيتسك. واتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين بمحاولة السيطرة على مناطق إضافية قبيل ساعات من دخول اتفاق مينسك2 حيز التنفيذ. وتوصل طرفا النزاع في أوكرانيا إلى اتفاق مينسك2 الخميس المنصرم بعد قمة بين زعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا. ويقضي الاتفاق بانسحاب جميع القوات المسلحة الأجنبية من الأراضي الأوكرانية، وإطلاق جميع الرهائن خلال 19 يوما، فضلا عن سحب الأسلحة الثقيلة مسافة 25 كيلومترا، عن خط الهدنة المتفق عليه سابقا بين الأطراف المتنازعة، لتصبح المنطقة الأمنية الفاصلة بين الطرفين بطول خمسين كيلومترا. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تمسكه باتفاق وقف إطلاق النار في شرقي أوكرانيا. ومن المقرر أن يقدم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت لاحق اليوم الأحد تقييما لتنفيذ اتفاق مينسك2.