2015-10-10 

العراقيون يرون حاجة لاتباع اساليب جديدة ضد داعش

رويترز

بغداد (رويترز) - يقول قادة الجيش والشرطة العراقيين الذين يقودون معركة مستمرة للسيطرة على اكبر مصفاة نفطية بالبلاد إنهم لن يستطيعوا هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الا اذا غيروا الأساليب التي يستخدمونها من أجل تحسين القدرة على مجاراة أساليب حرب العصابات التي يتبعها المتشددون. ويتنازع المتشددون والقوات الحكومية السيطرة على مجمع المصفاة بيجي عدة مرات على مدى عدة اشهر من القتال وهو واحد من الجبهات الرئيسية في مسعى العراق لاستعادة ثلث أراضي البلاد الخاضعة لسيطرة المتشددين. وفي مارس استعادت قوات الحشد الشعبي المتحالفة معه تكريت مسقط رأس صدام حسين في وادي نهر دجلة إلى الشمال من بغداد. لكن المقاتلين ردوا بتحقيق انتصار كبير الشهر الماضي وسيطروا على مدينة الرمادي في وادي نهر الفرات. وتمثل بيجي التي تقع إلى الشمال من تكريت اختبارا مهما عما اذا كان بوسع القوات الحكومية استعادة قوة الدفع. لكنها لم تنجح إلى الآن في تحقيق انتصار هناك على عدو متحرك ومختبئ أثبت كفاءته في الأساليب غير التقليدية. وقال العميد ناصر الفرطوسي قائد قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية والمكلفة باستعادة بيجي "انهم محترفون في حرب العصابات على عكس قواتنا التي تتبع اُساليب قتالية قديمة." وأضاف "نحن نتلقى النيران من احد الشوارع في بيجي و عندها نضع خطة لمهاجمة الشارع. في اليوم التالي و عند بدء الهجوم نفاجأ بالدواعش يهاجموننا من شارع اخر". وأضاف "نحن نسعى الى قلب الطاولة على داعش وذلك باتباع اُسلوب شن معارك استنزاف ضدهم كانوا يمارسونها ضدنا. ليس من السهل ان يتعلم الجندي أساليب حرب العصابات في يوم وليلة." ويقول مسؤولون عراقيون إن جيشهم تحسن في الاشهر الاثني عشر منذ ترك الجنود سلاحهم وفروا حين اجتاح مقاتلو الدولة الإسلامية أراضي عراقية قادمين من سوريا واستولوا على مدينة الموصل بشمال البلاد ثم بدأوا التقدم نحو بغداد. وحين رد المتشددون على فقد تكريت بالسيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار على نهر الفرات اتهم مسؤولون أمريكيون بينهم وزير الدفاع اشتون كارتر الجيش العراقي بالافتقار للإرادة للقتال. وأتاحت المعركة الطويلة من أجل السيطرة على مصفاة بيجي للجيش فرصة لإظهار همته. وتحملت وحدات قوات النخبة مرارا الحصار لفترات طويلة ونجحت في استعادة أراض فقدتها. لكنها لم تستطع تسديد ضربة حاسمة. وقال المقدم علي الجبوري الذي لحقت به إصابة خطيرة في المصفاة الشهر الماضي حين فجر انتحاري سيارة همفي عسكرية ملغومة استولى عليها المتشددون إن الجيش يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد لقطع خطوط الإمداد لتنظيم الدولة الإسلامية بدلا من خوض مواجهات متكررة وجها لوجه في بيجي. ويسيطر المتشددون على الطرق الشمالية المؤدية إلى البلدة مما يسمح بإبقاء خطوط إمدادهم إلى الموصل وإلى الطرق الغربية والجنوبية الغربية مفتوحة وهو ما يتيح لهم الوصول إليها من الأنبار عن طريق الصحراء. وقال الجبوري "ما الفائدة من استعادة مكان بينما خطوط إمداد العدو تبقى خارج السيطرة؟ يستطيعون بسهولة إرسال التعزيزات وإعادة التنظيم والعودة لاستعادة السيطرة. هذا ما اسميه معركة خاسرة." وقال "علينا ان نسأل سؤالا بسيطا. لماذا يحصل هذا السيناريو؟ الجواب بسيط. داعش تسيطر على مناطق استراتيجية توجد فيها طرق تربط بيجي بكل من الموصل و الانبار." يقول العقيد أحمد الأسدي عضو الفريق الأمني الذي يتكون من أفراد من الجيش والشرطة والقوات الخاصة إن القادة العسكريين باتوا شديدي الحذر بسبب رغبتهم في إرضاء رؤسائهم. وأضاف "القادة يتجنبون تقديم خسائر كبيرة وهذه المسألة هي المقياس لتقييم القائد على انه قائد ناجح ام فاشل. هذا هو السبب في ان قادة معركة بيجي يعطون الاولوية لتقليل الخسائر بين الجنود عوضا عن تحقيق تقدم سريع." وقال الأسدي إن الاعتماد على الفصيل الشيعي المعروف باسم الحشد الشعبي المكون من مجموعات مختلفة يجعل من الصعب التحكم في سلسلة القيادة. وأضاف "هناك تعدد في القيادات المتواجدة على أرض المعركة ولسوء الحظ هناك تنسيق اقل بين الحشد و قياداته مع القادة العسكريين... هذا الموقف يساهم بالتأكيد في خلق حالة من التخبط." ويقول مسؤولون عراقيون وأمريكيون إن استعادة الموصل أساسية لهزيمة الدولة الإسلامية. لكن من غير المرجح أن تبدأ المعركة حتى يكتسب الجيش زخما من خلال السيطرة على أجزاء استراتيجية من الأنبار والتقدم صوب الشمال من بيجي وهي معارك ستتطلب منه أن يتعلم كيفية التعامل مع أساليب حرب العصابات التي تستخدمها الدولة الإسلامية. ويعمل المقاتلون على عرقلة تقدم القوات الحكومية من خلال تلغيم المنازل وزرع قنابل على الطرق. ويتفادون الضربات الجوية بتغيير مواقعهم كثيرا. وبوسع قناص وحيد أن يوقف تقدم رتل عسكري بكامله. ويستعين التنظيم بالمقاتلين الأجانب لتنفيذ عمليات انتحارية. ويقول الأسدي إن الأراضي الصحراوية المحيطة بالمصفاة والبلدات القريبة تمثل تحديا للقوات العسكرية النظامية كما أن الصواريخ المضادة للطائرات التي أحضرها التنظيم من سوريا إلى العراق تحد من الأفضلية التي يتمتع بها الجيش لامتلاكه قوة جوية. وبوسع قادة الدولة الإسلامية ايضا الاعتماد على المتشددين المتحمسين الذين يفضلون الموت على الانسحاب. وقال الفرطوسي "انهم لا يتراجعون أبدا من مواقعهم وخيارهم الأخير هو القيام بتفجير الحزام الناسف الذي يرتدونه." وأضاف " نحن نقاتل في مكان حيث يوجد الموت والانفجارات في كل زاوية."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه