ناصر القصبي فنان مفكر

استطاع الفنان والنجم السعودي ناصر القصبي من خلال ثلاث حلقات من مسلسله الجديد (سيلفي) أن يحرك المياه الراكدة وأن يقول بدقائق مايعجز قوله الكتاب والمفكرون وخطباء المساجد والباحثين الاجتماعين في شهور، حيث لخص كل مشاعر المغرر بهم في دوامات الإرهاب المزيف والذين يرتدون عباءات الجهاد الإسلامي مدعين بأنهم يرفعون راية الدين من جديد وكأن المواطن العربي كافر ويحتاج إلى وصاية عليه من قبل هؤلاء والذي يلقبون نفسهم في كل يوم وساعة بأسماء جديده مرة القاعدة وصباحًا بالنصرة ومساءًا بداعش. واستطاع كل من ناصر القصبي و المؤلف خلف الحربي أن يقتحمون عالمهم الأسود الكريه الذي تفوح منه رائحة العفن والدم المهدور على طول الطريق سواء من مسلمين أو من أي ديانة أخرى وهتك الأعراض بأسماء مختلفة مرة بالسبايا ومرة بجهاد النكاح . وعلى الرغم من مرارة مناظرهم السوداوية التي لا ترحم لا كبير ولا صغير ولا امرأة ولا طفل أو شيخ ، استطاعوا كل من ناصر القصبي و خلف الحربي أن يرسمون الإبتسامة الممزوجة بالمرارة . . فهذا الفن الحقيقي الذي يأتي من قبل الفنانين الذي يعتبرون الفن رسالة وهدف ومضمون وهذا الشي الذي نجح كل من ناصرالقصبي و الحربي أن يجسدوه، ومن مؤسسة إعلامية جعلت المواجهه هدفها مثل إم بي سي والذي اعتبرها غامرت بتقديم هذا العمل والذي يضاف إلى إيجابياتهم. ولم تمض دقائق من تلك الحلقات حتى فاح العفن الإرهابي بالفكر والمضمون وأخذوا محترفين التكفير برشق ناصر القصبي وخلف الحربي و مؤسسة إم بي سي بوابل من الشتائم والتكفير وهدر الدم رافضين أي فكر مخالف لفكرهم متناسين أن رسولنا الكريم نهانا كثيرًا عن تكفير الأخرين وهدر الدماء ولكن أعماهم الغضب حتى لم يعد يبصروا ماهم فاعلين، وبعد أن بدأت التحقيقات القانونية معهم تراجعوا على الفور عن تكفير القصبي عجبًا لأشخاص تعميهم المواجهة بسود أعمالهم وتيقظهم استدعاءات النيابات متناسين بأن أي توجه بهذه الحياة ينبع من ملكة الإقناع والإدراك وليس بالقمع والصراخ ولكن للأسف ثقافة الصوت العالي سادت منذ فترة ليست قصيرة في عالمنا العربي . . ولكن أثبت أن صوت الفن المتزن والعقلاني هو من سوف ينتصر بالنهاية