التحذير الصادر من منتدى الرياض الاقتصادي بأن المملكة ستحرق نفطاً بقيمة 800 مليون ريال يومياً من أجل توليد الكهرباء وتحلية المياه بعد 15 عاماً يدق ناقوس الخطر بشأن التوجه إلى الاستفادة من الطاقة البديلة والمتجددة. ويفرض التوسع الكبير للمدن والهجرة إليها حالة تستوجب أخذ زمام المبادرة وعدم التفريط بالثروة النفطية من أجل توليد الكهرباء إذ وحسب تصريحات أخيرة أدلى بها مسؤولون في وزارة البترول بأن المملكة تستهلك اليوم أكثر من 4 ملايين برميل، وعلى الرغم من الاحتياطيات الكبيرة للمملكة من النفط والغاز إلا أن ذلك تواجهه زيادة في عدد السكان إضافة إلى التغير المناخي وازدياد المؤشرات بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، ولذلك علاقة مباشرة إذ إن التقارير الاقتصادية تشير إلى أن أجهزة التكييف بمختلف أنواعها، والتي يبلغ عددها حوالي 20 مليون جهاز، تستهلك أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة في المملكة، وهذا ما دفع وزارة التجارة والصناعة إلى تنفيذ برنامجها لتغيير أجهزة التكييف ذات الاستهلاك الكبير إلى أخرى أكثر ترشيداً وذات مواصفات ومعايير عالمية وكفاءة عالية. تتجه دول كثيرة حول العالم سواء المتقدمة أو النامية إلى تنفيذ مشروعات توليد الطاقة من مصادر غير نفطية، وفي المملكة التي تصل درجة الحرارة فيها صيفاً إلى 50 درجة مئوية إذ لا سحب ولا غيوم يمكن أن تراها في قيظ يومٍ من أيام يوليو ولا أغسطس، تبرز الحاجة إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية التي قال يوماً عنها ألبيرتو قاليجو مدير إدارة مشروع الطاقة الشمسية في أكاديمية الطاقة المتجدّدة "ريناك" : لدى المملكة فرصة كبيرة في ذلك المكان -الربع الخالي- الذي يستقبل من الشمس طاقة هائلة لا تنضب، ويمضي في حديثه بأن هذه الطاقة تدل على أن المملكة يصلها من الطاقة الشمسية في اليوم الواحد ما يكفي لإمداد العالم بالطاقة. ويفتح هذا الحديث الباب مشرعاً أمام ضرورة الاستفادة من الطاقة الشمسية والاستثمار بها، وإن كان المختصون يتحدثون عن التكلفة العالية لإنتاجها إلا أن ذلك لا يمنع من التوسع ودعم الأبحاث الخاصة بها وإدارتها بشكل يجعلها مجدية أكثر عبر استقطاب الشركات العالمية المهتمة بأبحاث الطاقة الذكية والخضراء من أجل تطوير "سلة طاقة" تشمل الرياح والشمس والذرّة وأنواعاً أخرى بصدد التطوير مثل انبعاثات أكسيد الكربون وغيرها.. إن نجاح التجارب الدولية في دول غرب وشمال أوروبا على سبيل المثال لا تفارق سماءهم الغيوم وبعضها فقير بالنفط تجعلنا مضطرين إلى القيام بقفزة كبيرة لتنويع مصادر الطاقة لدينا وجعل ذلك هو التحدي المقبل لنا. الرياض