"الأربعاء الدامي" هذا أقل مايمكن أنّ يوصف به ماحدث أمس الأربعاء في مصر، ففي أقل من يومين تتعرض البلاد لأعنف هجومين ارهابيين منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أولهما كان هجوم استهدف موكب النائب العام وأسفر عن وفاته، الإثنين. و في هجمات واشتباكات غير مسبوقة في مدينة الشيخ زويد في سيناء استخدمت فيها مصر طائرات اف16 ،الأربعاء، قتل 70 شخصًا من الجنود والمدنيين و38 جهاديًا من صفوف "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم داعش .بحسب الفرنسية . وأعلن تنظيم أنصار بيت المقدس الذي غير اسمه إلى ولاية سيناء بعد مبايعته تنظيم داعش عن مسؤوليته عن الهجمات الدامية التي استهدف حواجز للجيش ومنشآت أمنية بشكل منظم، وشهدتها شمال سيناء.بحسب رويترز و أكد التنظيم في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أنّه تمكن من الهجوم المتزامن على أكثر من 15 موقعًا عسكريًا وأمنيا للجيش المصري منها ثلاث عمليات انتحارية طالت نادي الضباط بالعريش، وكميني السدرة وأبو رفاعي بمدينة الشيخ زويد. وأوضح التنظيم أّنه استخدم أسلحة ثقيلة وخفيفة، كذلك قذائف الأر بي جي والهاون، إضافة إلى الصواريخ الموجهة لاستهداف المواقع وقطع الإمداد عنها وكذلك سلاح دفاع جوي، على حد وصفه. وكشف العميد محمد سمير المتحدث باسم القوات المسلحة، أن عددًا من العناصر الإرهابية يقدر عددهم بحوالي 70 عنصرًا هاجموا 5 أكمنة بقطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن. وبيّن عقيد في الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ المسلحين اعتلوا أسطح البنايات واطلقوا النيران من مدافع الار بي جي على قسم شرطة الشيخ زويد بعدما لغموا الطريق المؤدي له لمنع وصول أي امدادات للقسم. وأفاد مسؤول أمني وشهود عيان للفرنسية أنّ قصفت طائرات اف16 مصرية مواقع المقاتلين الاسلاميين في الشيخ زويد شرق العريش. وقصفت طائرات إف 16مقاتلة وطائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي المصرية أهدافا في المنطقة الاستراتيجية المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة والتي تطل على قناة السويس و مما يشير الى ضراوة الاشتباكات وعنفها. وأشار مصدر مسؤول إلى أنّ عناصر التنظيم انسحبت من المدينة بعد ثماني ساعات من المواجهات. وقال مسؤول كبير في الجيش لفرانس برس "إنها حرب،لم نشهد مثل هذا العدد من الارهابيين ونوعية الاسلحة المستخدمة من قبل". ونوهت المصادر الأمنية والطبية أن معظم القتلى من الجنود وبينهم مدنيون، فيما قتل 38 جهاديًا في المواجهات المستعرة. وحذر مسؤول طبي من أن حصيلة الضحايا قد تكون اكبر بكثير دون ان يكون بوسعه ذكر عدد محدد لوكالة فرانس برس، واضاف هذا المسؤول لاحقا "الضحايا يتوافدون ولا يمكن حصر الاعداد الآن". وقال مسؤول طبي أخر تحدث دون كشف هويته لفرانس برس ان "سيارات الاسعاف تنتظر امام المستشفى. لا يمكنهم مغادرة المكان بسب الهجمات. الناس هم من يحضرون الضحايا"، مشيرا الى ان "سيدة قتلت بطلق ناري في الراس ونقلها مدنيون الى مستشفى العريش". وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من اغتيال النائب العام هشام بركات في القاهرة وقبل يومين من الذكرى الثانية لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي على يد الجيش في الثالث من يوليو 2013. حيث يكثف المتشددون الذين يسعون لإسقاط الحكومة في القاهرة هجماتهم على قوات الجيش والشرطة منذ 2013 . وتحدث هذه الاعتداءات رغم اتخاذ الجيش المصري اجراءات امنية للحد من هذه الهجمات منها اقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة كذلك فرض حالة الطوارىء وحظر التجوال في قطاعات كبيرة من شمال سيناء. وفي ابريل الفائت، قتل 11 من افراد الامن هم ستة عسكريين وخمسة شرطيين، في هجومين منفصلين احدهما ضد مدرعة للجيش والثاني تفجير مركز للشرطة في العريش. وفي 2 ابريل الفائت ايضا، قتل 15 جنديا في هجمات متزامنة في شمال سيناء. لكن اكبر الهجمات حصلت في يناير 2015 حين هاجمت سيارة مفخخة معسكرا رئيسيا للجيش في قلب العريش بالاضافة لعدد من المنشآت العسكرية الاخرى. فيما قتل ثلاثون جنديا اخرون في اكتوبر 2014 في هجوم دامي ضد حاجز كرم القواديس شرق العريش.