2015-10-10 

ليبيا مركز التدريب الرئيسي للمتشددين

من ليبيا، فتحي بلعيد

الفرنسية - تأكيدات متتالية من السلطات التونسية تتهم فيها ليبيا بتدريب المهاجمين الذين استهدفوا سوسة ومتحف باردو في تونس تكشف الاتهامات المتتالية أنّ ليبيا الغارقة بالفوضى الامنية والنزاعات العسكرية والسياسية، باتت تتحول الى مركز استقطاب رئيسي لجماعات متشددة، والى محطة تدريب تحضيرا لشن هجمات في بلدان اخرى. والمهاجم الذي قتل 38 سائحًا أجنبيًا بدم بارد الاسبوع الماضي في سوسة، تونسي، شأنه شأن المهاجمين الذين قتلا في مارس 21 شخصا في متحف باردو في العاصمة، وقد تلقوا جميعهم بحسب السلطات التونسية تدريبات في ليبيا التي يوفر النزاع فيها ملاذا لمقاتلين غير ليبيين. ويقول مايكل نايبي-اوسكوي الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة ستراتفور الاستشارية الأمنية الأميركية لوكالة فرانس برس أن ليبيا تشهد حركة تنقل للمقاتلين بين جبهات القتال الداخلية، وجبهات قتال خارجية، وخصوصًا سوريا، مضيفا "هناك عودة متواصلة لمقاتلين من سوريا". ويؤكد اوسكوي أنّ الفوضى الامنية التي يخلفها النزاع في ليبيا اصبحت تفرض تحديات امنية خطيرة وبعيدة المدى على المنطقة". ويرى المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي ان الوضع الراهن في ليبيا والامكانيات التي تمتلكها القوات الارهابية أصبحت تمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن الاستراتيجي في تونس، مشيرًا إلى أنّ تونس لن تستعيد وضعها الطبيعي إلا بعد أنّ يحسم الوضع في ليبيا. وأضاف الجورشي رغم الاجراءات الامنية التونسية مازالت هناك شبكات قادرة على اختراق الحدود لايصال الشباب الى معسكرات في ليبيا لتدريبهم على استعمال الاسلحة، ثم تأمين عملية رجوعهم إلى تونس ليجري استخدامهم في الوقت المناسب. ويقول فيليب ستاك الخبير في شؤون الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في مجموعة "فيريسك ميبلكرافت" التي تقدم تحليلات واستشارات امنية أن المنطقة التي تقع فيها صبراتة تعتمد على عمليات التهريب. ويؤكد أن وصف صبراتة التي تقع تحت سيطرة فجر ليبيا، بأنها مركز تدريب لا يعني بالضرورة أن طبيعة هذا المركز عسكرية، هناك احتمال كبير بأن يكون هدفه الرئيسي نشر التطرف. وقال مسؤول في المجلس المحلي في المدينة لفرانس برس أن هذا التنظيمات المتشددة وجدت أرضا خصبة لها في المدينة بعدما تحالف مع عدد من الجماعات المسلحة المؤيدة للقذافي والتي دخلت في هذا التحالف بدافع الانتقام من سلطات عمدت الى تهميشها بعد الثورة. وحذر المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه من تحول المدينة إلى فلوجة ثانية، وإلى مرتع لتدريب وتخريج العناصر المتطرفة من دول مختلفة، حيث ينتشر فيها اليوم عناصر يحملون جنسيات عربية مختلفة يديرون حياتها اليومية ويلقون الخطب في مساجدها. ويقول مسؤولون أمنيون في طرابلس أن أعداد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا ليبيا في الأشهر الأخيرة غير محددة لكنها بالمئات، مشيرين إلى أن أعدادًا كبيرة من قادة هؤلاء المسلحين المتشددين يحملون الجنسية التونسية، وقد قدم بعضهم من جبهات القتال في كل من سوريا والعراق. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبينها فيسبوك، انتشرت في الاشهر الماضية صور تعبر بطريقة ساخرة عن وضع مدينة سرت الحالي، وبينها صورة رجل يجتاز مع عائلته حواجز تفتيش في المدينة، وعند كل حاجز يصادف مسلحًا غير ليبي، أحدهم خليجي، وآخر تونسي، وثالث سوري، وغيرهم. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى امنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان مناهضان يديران العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تضم اسلاميين تحت مسمى "فجر ليبيا" وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ تموز/يوليو 2014. وقد تسبب انشغال السلطتين بالتقاتل في ما بينهما بتوفير أرضية خصبة للجماعات المتشددة، وعلى راسها تنظيم داعش الذي تبنى الهجمات الاخيرة في تونس انطلاقا من ليبيا. يذكر أنّ السلطات التونسية أعلنت الثلاثاء أن الجهادي التونسي سيف الدين الرزقي الذي قتل الجمعة برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا أغلبهم بريطانيون في فندق "امبريال مرحبا" بولاية سوسة السياحية (وسط شرق)، تدرب على حمل السلاح في ليبيا المجاورة. ولفت الى ان الرزقي (23 عاما) غادر تونس نحو ليبيا خلال الفترة نفسها مع التونسيين الآخرين اللذين قتلا شرطيا تونسيا و21 سائحا اجنبيا يوم 18 مارس الماضي في هجوم دموي على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه