لا توجد مفردات في أي لغة، العربية أو الإنكليزية أو غيرهما، ما يكفي لوصف إسرائيل كما هي أو كما تستحق. اسمها إهانة كافية فهي دولة مخترَعَة، سكانها مستوطنون يحتلون فلسطين. في نهاية الأسبوع، راجعت ما تجمّع لي من أخبار عن إسرائيل وجرائمها ضد الفلسطينيين والإنسانية كلها، واخترت بضعة عشر موضوعاً، ثم اختصرتها في أربعة أراجعها مع القارئ اليوم لضيق المساحة المتاحة. تقرير الأمم المتحدة عن الحرب على قطاع غزة في صيف السنة الماضية لا يزال يحظى بتغطية مستمرة، ومع أن التقرير سجل جرائم حرب إسرائيلية لا يمكن دحضها من نوع 15 هجوماً قتِل فيها 216 مدنياً بينهم 115 طفلاً و50 امرأة، فإن التقرير تحدث عن ألوف الصواريخ والهاونات (مورتر) التي أطلقتها حماس على إسرائيل بين 7/7 و26/8/2014. لن أبدي رأياً من عندي، ولكن أقول إن تقرير «كسر حاجز الصمت» الذي كتبه دعاة سلام إسرائيليون، معظمهم من الجنود السابقين، حسم الموضوع وهو يفصِّل في 237 صفحة ما ارتكبت إسرائيل. كذلك فعل داعية السلام الإسرائيلي، والجندي السابق، يوري افنيري في مقال عنوانه «جرائم حرب؟ نحن؟» فهو قال (وأترجم حرفياً): إذا كان من جريمة حرب أساسية في هذه الحرب، فهي قرار الحكومة الإسرائيلية إطلاقها، لأن هجوم إسرائيل على قطاع غزة يجعل جرائم الحرب أمراً لا يمكن تجنبه. الموضوع الثاني هو ردود الفعل المستمرة على اعتراض سفينة سلام سويدية في المياه الدولية لمنعها من إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. الموضوع محسوم ففي طرف هناك السويد، وهي بلد اسكندنافي شهرته السلام، ومن طرف آخر هناك إسرائيل، وهي دولة مستوطنين وإرهاب وقتل وتدمير. مجرم الحرب بنيامين نتانياهو رحب بالسفينة السويدية في «إسرائيل»، وفي حقارته أو أحقر، إذا كان هذا ممكناً، أن يقول المستوطن الأميركي في فلسطين المحتلة نفتالي بنيت إن الدولة الفلسطينية، مثل أسطول السلام، سقطت إلى الأعماق. لا بد أنه خبير في السقوط فهو ساقط دخيل على فلسطين المحتلة. موضوعي الثالث أوقح مما سبق، فالفاتيكان اعترف رسمياً بدولة فلسطين، ووقع معاهدة معها معرباً عن أمله بعلاقات أفضل بين إسرائيل والفلسطينيين. بين ردود الفعل المستمرة قرأت في موقع ليكودي أميركي متطرف مقالاً عنوانه «البابا الشيوعي» يتهم البابا فرنسيس بإهمال «قتل المسلمين المسيحيين عشوائياً حول العالم». إذا كان الكلام عن الإرهابيين من «داعش» وغيره، فهم قتلوا من المسلمين السنّة أضعاف أضعاف ضحاياهم من كل الأديان الأخرى. أهم من ذلك أن الكنائس المسيحية في فلسطين المحتلة تصدر بيانات دورية مع القيادات الدينية للفلسطينيين المسلمين، وهم 90 في المئة من أهل فلسطين، تدين الاحتلال وجرائمه، وثمة تعاون مستمر بين دار الإفتاء والقيادات المسلمة الأخرى والكنائس ضد جرائم إسرائيل. بل إن داعية السلام الكندية والعالمية نعومي كلاين تعرضت لهجوم بذيء شمل البابا لأنه استقبلها. هي تدين إسرائيل وجرائمها، وهذا وسام على صدرها. موضوعي الرابع والأخير هو من نوع «قلْ لي مَنْ تعاشِر أقلْ لك مَنْ أنت» وقد سجلت تأييد أصحاب كازينوات القمار في لاس فيغاس، من نوع حاييم صابان وشلدون ادلسون، للإرهابي نتانياهو فأزيد اليوم البليونير الاسترالي جيمس باكر، الذي يملك كازينوات قمار وميديا. هو أنكر أنه اعتنق اليهودية إلا أنه مغروم بإسرائيل ويدعم سياستها الإرهابية إلى درجة أنه اشترى بيتاً قرب بيت نتانياهو في قيصرية.