خلال شهر رمضان من العامين الماضيين، لم أتابع أي دراما خليجية أو عربية عرضت على شاشات التلفاز أو بثت عبر الراديو وذلك لإنشغالي في تقديم برنامج يومي طوال الشهر المبارك. فضولي الكبير دفعني هذا العام لمتابعة أكثر من حلقة مما عرض على الفضائيات بحثاً عن قصص متفردة أو غريبة أو حتى جديدة. لن أنتقد في هذا المقال ما سبق طرحه ومناقشته عن كمية المكياج المبالغ بها في المسلسلات الخليجية أو بعض السيناريوهات المكررة في المسلسلات العربية، بل عن نقاط أخرى أعتقد بأنها أهم وربما أنك لاحظتها عزيزي القارىء. فمن تلك النقاط التي أرى فيها جرأة مخجلة أن تعرض بعض المشاهد التي تحوي ألفاظاً خادشة للحياء، وتلك التي تختزل كماً كبيراً من السبّ والشتم الخارج عن الآداب العامة! وإن كانت وجهة نظر القائمين على تلك الأعمال هو نقل الشخصية فعلياً وبكل أبعادها وجوانبها السيئة إلى الشاشة، فلماذا لا يتم التنبيه مسبقاً قبل عرض الحلقة بأن محتواها لا يناسب جميع الأعمار! أو حتى يتم حجب تلك الألفاظ صوتياً على الأقل كي لا تصل إلى الأطفال الصغار الذين يلتقطون بسرعة ما يصل لآذانهم! أما النقطة الثانية فهي النسبة الكبيرة للمشاهد التي شعرت فيها بالإختناق من كم الدخان الذي تنفثه شفاه أبطال المسلسلات بشكل مزعج! لدرجة تشعرك أنه من غير الطبيعي أن ينتهي مشهد دون أن يخرج أحد الممثلين سيجارته لتكتمل الصورة النهائية! في المقابل، لم أشاهد لقطة واحدة تنتقد فيها إحدى الشخصيات فعل التدخين كعادة سيئة تؤذي الشخص ومن حوله أو حتى سبل الإقلاع عنها! ولا أعتقد بأنهم فكروا في تأثير تلك المشاهد على المراهقين والمراهقات على المدى الطويل! هناك مشكلة حقيقية في بعض الأعمال الدرامية وهي فقدان التوازن بين ممارسة الحرية في الطرح ونقل الواقع بكل تفاصيله الإنسانية للمشاهد، وبين دورها كأداة تأثير قوية جداً في تعزيز قيم ومبادىء أخلاقية صحيحة تساهم في الحفاظ على نسيج المجتمع العربي والمسلم. أما نتيجة ذلك، فلن تكون سوى أعمال تفتقر للإبهار وفيها الكثير من الجرأة المخجلة!
شكرا لك أستاذة راندا ولكن يبدو أنك تفترضين أساسا في تلك الأعمال جانبا هادفا توجيهيا توعويا يا سيدتي أظنك وأنت الإعلامية أكثر حذقا وخبرة من أن تتوهمين ذلك يا سيدتي هؤلاء مدمرون .. مع سبق الإصرار والترصد
شكرا لك أستاذة راندا ولكن يبدو أنك تفترضين أساسا في تلك الأعمال جانبا هادفا توجيهيا توعويا يا سيدتي أظنك وأنت الإعلامية أكثر حذقا وخبرة من أن تتوهمين ذلك يا سيدتي هؤلاء مدمرون .. مع سبق الإصرار والترصد