يتطرق المسلسل الكويتي والتراثي بياعة النخي للفنانة الكبيرة حياة الفهد والذي يحضا بمتابعة عالية من قبل المشاهد الكويتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام لامتلاكه لجميع الأوسس الدرامية السليمة، حيث تنوع بين الجرأة بالطرح و كلاسيكية المضمون.
وهذا ما يميز الفنانة الكبيرة حياة الفهد عن غيرها من كتاب الدراما الأخرين سواء من سبقها ومن تلاها خاصة بالجانب التراثي والذي طالما ماتميزت به وبأعمال سابقة مثل الفريه والدايه وغيرهم فهي دايما ما تبحث وتسلط الضوء حول أوضاع المرأة في تلك العصور من ظلم وألم تتعرضان لها وقسوة العيش.
وهذا ما تجسد بشكل كبير في أحداث مسلسل بياعة النخي خاصة والذي تبلور من خلال دور الفنانة عصرية الزامل ما تتعرض له من ظلم بين من قبل زوجها ومن ضرب و توبيخ أمام الغريب والقريب سواء أمام أعين الغرباء أو نظر أبناءها ولا يملك أحدا ردع هذا الظلم عنها و بنفس الوقت تتقبل أن يتزوج زوجها الظالم من أخرى وتشجعه علها ترتاح منه و لو لبعض الأوقات أو الأيام.
وكذلك دور شريفه والذي جسدته بامتياز الفنانه غديرالسبتي والذي تحب زوجها فهد على الرغم من الضرر و الضرار و شظف العيش الذي تحياه معه ولكنها تتمسك به رغم الألم وبذلك الوقت هذا إلى جانب عودة الدويتو الفني الجميل والرائع بين الفنانتين الكبيرتين حياة الفهد ومريم الصالح والذي بدأ بشكل متجانس وبمباراة فنيه بين الاثنتين فاز بها المشاهد والمتابع بشيء من الكوميديا السوداء والذي أفتقدناه منذ أيام مسلسل الفريه والذي بكل مره تنجح فيها حياة الفهد بالكتابة بدور يتناسب مع القدرات الفنية للفنانة الكبيرة مريم الصالح ناهينا عن دور الفنان القدير محمد جابر والذي أضاف نكهه خاصة لدور تنوعت بين التراجيديا وكوميديا الموقف خاصه وأنه الرجل الطيب الذي يحاول على الدوام مساعدة الأخرين القريب والبعيد والذي أنتقم منه الدهر بأن تكون زوجته سبيكه ( مريم الصالح) التي لا يعرف فمها كلمات الإطراء أبدا وتمارس التنكيل بالجميع والدعاء على الجميع بالضرر وكأنها قطه تدعوا على أهل المنزل بالضرر لتأكل طعامهم.
المسلسل يتعرض لأنواع كثيرة من صور المراءة الكويتية في تلك الحقبة وأنهن يعانين من الجفاف بالعيش والعاطفة وهذا الذي تجسد من خلال شخصية شيخة التي قدمتها بجدارة حياة الفهد والذي ما أن طرق باب عاطفتها يوسف ذلك الرجل الذي تجسد بشكل بشر و في نية شر و صوت شيطان ليغريها بزواج و ترك زوجها الأول و أبناءها خلفها للهرب معه والزواج منه لتنال بعد ذلك اول عقوبة لها بأن تنجب منه طفل معاق ويموت بين يديها وهي ليس بيدها حيلة ومن ثم تنال عقوبتها الثانية بأن يقوم من أحبته بالزواج من غيرها.
ويحرق قلبها بأن يستدرجها إلى السوق ويجعلها تختار لزوجته الجديدة قطع الذهب الذ سيقدمها لها ومن ثم تأتي العقوبة الله الثالثة بعدما لفظها أهلها من منازلهم بعد أن نفضت أموالها لتجد الضياع بأنتظارها من منزل لأخر تائهة بين الأيادي التي تساعدها ومكر أعداءها الضرر من تحت أياديهم نادمة على ماصنعته من يديها وحيدة تتقاذفها الدنيا والأيام بعد أن كرهها أولادها وأصبحوا لا يتذكرون منها إلا
جهودها لهم ولا يشعرون بها فعلى أنها التقت أبنها فهد وجذبه لها خفت دمه وأسمه إلا أنه لم يشعر بها وكيف لا وهم من ألقت بهم وراءها لتحق بقلب رجل لا تكون أكثر من غاية لة في نفس يعقوب.
المسلسل من الجوانب الفنية والدرامية أكثر من ممتاز خاصة ولكن من الجانب الإخراج فهو كان يحتاج إلى مخرج أفضل من شعلان الدباس والإخفاقات بالإخراج كانت واضحه فأنا أعتقد بأن لو كان المخرج محمد دحام أو أحمد المقلة لظهر الإخراج أفضل من ذلك.
إلى جانب أن العمل فتح فرص كبيرة وكثيرة لعدد من النجوم الشابة مثل ناصر الدوسري وسارة البلوشي وغيرهم وهذا ليس غريبا فمن قبل أعمال حياة الفهد أبرزت وأفرزت الكثير من الوجوه الجديدة والشابة للوسط الفني مثل هندالبلوشي بالفرية و عبدالله الطراروه وفاء مكي بالداية.