تعد الأزمة الايرانية من أهم الأزمات التي نعكر صفو المجتمع الدولي وذلك لاسباب عديدة أهمها أن ايران تمثل مصدر قلق لدول العالم بأكملها فهي تحاول أولا نشر المذهب الشيعي ، ومحاولة تصدير الثورة الإيرانية الإسلامية ، وثالثًا محاولة بسط النفوذ على منطقة الشرق الأوسط والتدخل في الشئوون الداخلية لدول المنطقة الفارسية والعربية ومساندة أنظمة ومليشيات فاسدة وديكتاتورية. ويمكن القول أن ازمة الملف النووي الايراني بدأت منذ 2003بحسب وكالة الأنباء الألمانية بعد الكشف في اغسطس 2002 عن الموقعين النوويين السريين في نطنز واراك (وسط) . وفي العام ذاته وافقت ايران على عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعثر مفتشو الوكالة على أثار لليورانيوم المخصب وحددوا لايران مهلة تنتهي في سبتمبر 2003. في اكتوبر 2003، تعهدت ايران بتعليق انشطتها لتخصيب اليورانيوم خلال زيارة غير مسبوقة لوزراء خارجية فرنسا والمانيا وبريطانيا الى طهران. . في اغسطس 2005، أستأنفت ايران بقيادة رئيسها الجديد المحافظ محمود احمدي نجاد انشطتها النووية في مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان مما أدى إلى مقاطعة الاوروبيون للمفاوضات. وفي يناير 2006 قررت الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) رفع المسالة الى مجلس الامن الدولي. فتتحداها إيران وتعلن في 11 ابريل النجاح لاول مرة في تخصيب اليورانيوم (بنسبة 3,5%) ثم ترفض طلبا من مجموعة 5+1 ( الدول الخمس والمانيا) لوقف عمليات التخصيب (اغسطس) وتدشن مصنعا للمياه الثقيلة في اراك. لتفرض الامم المتحدة عقوباتها الاولى في ديسمبر 2006 والتي عمدت لاحقا الى تشديدها بانتظام، فضلا عن العقوبات التي اقرتها الولايات المتحدة ثم الاتحاد الاوروبي. لتتوقف المفاوضات آنذاك وايران تعلن عام 2007 انها اجتازت عتبة الثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي، وهي عتبة رمزية لانها تسمح نظريا بصنع المادة الاولية لقنبلة ذرية. وهي باتت تملك الان عشرين الف جهاز للطرد المركزي نصفها قيد الخدمة. وفي 2009 ، يمد الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما اليد لايران ويعرض عليها تخطي ثلاثين عاما من النزاع. ولكن طهران تدشن في ابريل اول مصنع لانتاج الوقود النووي في اصفهان . وفي 25 سبتمبر، يندد اوباما والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ببناء ايران موقعا ثانيا سريا لتخصيب اليورانيوم في فوردو . وفي فبراير 2010، بعد فشل اتفاق تم التفاوض عليه لتخصيب اليورانيوم في دولة ثالثة، ايران تبدأ بانتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في نطنز. ويقرر الاتحاد الاوروبي في يناير 2012 تجميد اموال البنك المركزي الايراني وفرض حظر نفطي سرى . وتستئنف المفاوضات بين مجموعة 5+1 في ابريل بعد توقف استمر 5 أعوام. وفي عام 2013 بعد فوز الرئيس الايراني المنتخب في يونيو حسن روحاني يحصل على موافقة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي لاجراء مفاوضات. وتجري واشنطن وطهران محادثات سرية في عمان. وفي سبتمبر 2013 يجري اوباما اتصال هاتفي بروحاني في سابقة منذ 1979، بعد لقاء وزاري بين ايران ومجموعة 5+1. في نوفمبر2013، المفاوضات في جنيف تفضي الى اتفاق لمدة ستة اشهر يحد من نشاطات ايران النووية الحساسة لقاء رقع جزء من العقوبات. وتبدأ المفاوضات في فبراير 2014 من اجل التوصل الى اتفاق نهائي وتتواصل على مستويات مختلفة لكنها تفشل بالرغم من جهود دبلوماسية مكثفة. تم تمديدها مرتين لفترة اجمالية قدرها 11 شهرا. بموازاة ذلك، تمديد الاتفاق المرحلي ايضا. اعلنت ايران في 27 اغسطس تعديل مفاعل اراك المقبل للحد من انتاج البلوتونيوم. وفي بداية 2015 اصبحت مكافحة الجهاديين اولوية مشتركة لايران والغربيين، واصبح اوباما مضطرا للتشاور مع الإيرانيين وحدث هناك تعاون عسكري مشترك في العراق ومفاوضات ومحادثات بشأن سوريا. وبالرغم من ضغط الكونغرس التي باتت تهيمن عليه المعارضة الجمهورية واسرائيل التي تواصل حملتها ضد اي اتفاق محتمل ،وتخوف السعودية من اتفاق يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة يكمل أوباما مشوارًا أقسم أن ينهيه. في 14 يوليو في فيينا اعلن الاتفاق بعد 21 شهرا من المفاوضات وجولة اخيرة استمرت اكثر من 17 يوما. الهدف هو ضمان الا يكون للبرنامج النووي الايراني اي غايات عسكرية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد البلاد. فتح النص الطريق لتطبيع في العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين ايران والاسرة الدولية.