في اليوم الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق المتهمة بالقتل في القضية الشهيرة بقضية « شبح الريم» كان هناك وفي الصباح الباكر نفسه الآف الأحكام المشابهة تنفذ بحق متهمات ومتهمين كثر في مناطق ومدن كثيرة في العالم دون أن يعترض أحد ، فما الجديد إذن ؟ لا شيء، امرأة قتلت وروعت واعتدت على حرمة القانون ، وبقوة القانون أحيلت للتحقيق ولمحاكمة عادلة وبحضور الإعلام والدفاع الذي حاول أن يجد ثغرة ينفذ من خلالها لينقذها من النهاية المحتومة ، لكن لا حيل الدفاع أفادت ولا أي شيء آخر ، أخذ القانون مجراه وحكم على القاتلة بالقتل بحسب ما توافر من أدلة مادية دامغة ، ثم نطق القاضي بالحكم ورفعت الجلسة ! لا مكان للاستئناف لأن أحكام هذه المحكمة لا تُستأنف ! منذ يومين تم تنفيذ الحكم ، جزاء عادلاً يحفظ هيبة القانون وهيبة الدولة ، يحق الحق ويجري العدالة ، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص كما جاء في كتاب الله، وإذن فلماذا هذه الحملة المسعورة على الإمارات وقيادتها وشعبها ؟ الأمر لا يبدو غريباً ومستنكراً فقط، لكنه يتجاوز حدود الوقاحة والتآمر والحقد بكثير ! خاصة هذه الحسابات المشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدد بالثأر لـ «شبح الريم» ! الثأر لماذا ؟ وممن ؟ أليس هذا حد من حدود الله ؟ إذن فالاعتراض من قبل الجماعة التي تنتمي لها القاتلة على من بالضبط ؟ على القضاء أم على التشريع ؟ فإذا كان التشريع بنص من كتاب الله فعلى ماذا وعلى من الاعتراض ؟ أم أن للفتنة رؤوساً لا تريد أن ترتدع أو تتراجع أو تستسلم إلا بمزيد من الخراب والفوضى ؟ إذن فليعلم هؤلاء أن أمن الإمارات عصي على عبثهم وصبيانياتهم ! غريب هذا الاستنفار للدفاع عن قاتلة خططت للقتل والتدمير وقتلت فعلاً ، وغريب هذه الاستماتة للدفاع عن قاتل يدخل مسجداً أو سوقاً أو مركزاً للشرطة فيفجر نفسه ويحصد أرواح الأبرياء معتبراً نفسه بهذا العمل الخسيس إنما يرفع شأن الدين عالياً ويرفع مكانته إلى مصاف الشهداء والقديسين ، خاصة حين يتبارى المفتون والفقهاء المناصرون لداعش وأشباهها في الحديث عن جنات الخلد التي يسبح فيها ذلك الشهيد وعن الحور العين اللواتي يقدمن له هدايا بلا عدد مكافأة لقتله الأبرياء، هكذا يفهمون الدين وهكذا يقدمونه لهؤلاء المهووسين بالجنس والقتل والنساء ، اقتل الناس في أي مكان تحصل على صك ملكية في الجنة وسبعين حورية من الحور العين ، بازار ديني مضحك ومبكٍ في الوقت نفسه !! فإلى متى هذا البؤس والتخلف الذي تتخبط فيه الأمة ويدفع الأبرياء ثمنه من دمائهم وأرواحهم وأمانهم؟! جريدة الاتحاد