أعلنت واشنطن معارضتها الصريحة لإقامة كيان كردي مستقل في سوريا لاسيما في المناطق التي استعادتها القوات الكردية من تنظيم داعش. وبحسب دويتش فليه أكد المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد داعش الجنرال السابق جون آلن أنّ الولايات المتحدة تعارض تشكيل كيان كردي مستقل في شمال سوريا، قائلا: لا ندعم ولا أعتقد أن الأكراد أنفسهم يدعمون تشكيل كيان حكومي منفصل في شمال سوريا في المناطق التي استعادتها القوات الكردية من التنظيم المتطرف. وأضاف الجنرال السابق أمام مؤسسة بحثية في واشنطن "من المهم ألا يتحول شريك ساعد في محاربة تنظيم داعش إلى قوة احتلال، في إشارة إلى القوات الكردية. وبحسب رويترز شدد آلن على ضرورة تمكين السكان الذين تحرروا من التنظيم المتطرف إلى العودة إلى نظام الإدارة الذاتية الذي كان قائمًا أي "التركمان يديرون شؤون التركمان والعرب شؤون العرب والسريان شؤون السريان". ومنذ أن طرد المقاتلون الأكراد المنضوون في وحدات حماية الشعب تنظيم داعش في منتصف يونيو من مدينة تل ابيض السورية الحدودية، تكرر أنقرة الإعراب عن القلق من تشكيل منطقة كردية مستقلة في شمال سوريا. وتتهم تركيا المقاتلين الأكراد المقربين من حزب العمال الكردستاني الذي يقود حركة التمرد على اراضيها، بـ "التطهير العرقي" في القطاعات التي تسيطر عليها لتسهيل قيام منطقة مستقلة للأكراد وتزداد المخاوف التركية من بروز الأكراد في سوريا كقوة مقاتلة تسيطر على مناطق شاسعة قد تمهد لقيام كيان كردي مستقل، وتكرار سيناريوهات مماثلة من مواطنيها الأكراد، الذين يمثلون قوة سكانية كبيرة داخل أراضيها حيث يقطن 14 مليون كردي ويمثلون أكبر أقلية كردية. وفي الواقع فإن مشروع قيام دولة كردستان حلم يراود الأكراد في منطقة الشرق الأوسط، ومن بينهم أكراد سوريون. وأثار التقدم الكردي في سوريا انتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه. فالقوات الكردية السورية التي تقاتل تنظيم داعش ترتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. ونقلت فرانس برس عن نهاد أوزكان المحلل في معهد "تيباف" بأنقرة، أن انتقادات أردوغان سببها مخاوف من تصاعد المشاعر الانفصالية بين الأكراد في جنوب شرق تركيا، مشيرًا إلى أنّ سيطرة الأكراد على تل أبيض بعد تحريرهم كوباني، سيظهرهم كقوة قتالية في وجه تركيا. وبحسب دويتشه فليه كتبت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية في تعليق نشرته على موقعها الالكتروني، أن: الحرب قد تقسّم سوريا إلى عدة كيانات جديدة، وتغير خريطة الشرق الأوسط السياسية، فبدلا من سوريا القديمة قد تظهر دولة تحت سيطرة نظام الأسد، وخلافة لداعش، ودولة كردية على امتداد الحدود مع تركيا وبحسب الصحيفة الألمانية فإن السيناريو لن يقف عند هذا الحد وإنما: "طال الزمن أم قصر، قد تتدخل تركيا عسكريا للحيلولة دون قيام دولة كردية. وهذا من شأنه أن يفسح المجال لتدخل القوة الشيعية، إيران، وعليه، فإن المأساة الحقيقية في سوريا أصبحت على وشك الحدوث