أحبطت المملكة العربية السعودية في آخر أيام شهر رمضان عملية إرهابية غاية في الخطورة وفي حين تشير كل المؤشرات أن أيدي إيرانية كانت وراء التخطيط لهذا الهجوم فإن تنسيق الجهود الأمريكية والسعودية للجم الإرهاب الإيراني بات ضرورة ملحة وفق العقيد الأمريكي السابق جيمس زومولت .
موقع Accuracy In Media أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست نقل فيه عن العقيد الأمريكي المتقاعد جيمس زومولت دعوته لتوحيد الجهود السعودية الأمريكية لوقف العبث الإيراني بإستقرار المنطقة.
ويضيف زومولت أنه و منذ وصول الملالي إلى السلطة في عام 1979، كان الدافع الوحيد هو إنشاء خلافة في الشرق الأوسط تمكنها من التوسع عالميا.
و على مدى ثماني سنوات، أعطى أوباما لطهران تصريحا مجانيا للقيام بذلك، وادعى بشكل فظيع أن من المهم المملكة العربية السعودية تعلم " التعايش مع هذا الجار وطموحاته ".
وبالنسبة لأولئك الذين يشككون في أهداف إيران التوسعية والنوايا الشريرة، يؤكد العقيد الأمريكي المتقاعد أن دستور إيران يجعل الامر واضحا وغير قابل للتشكيك حيث يدعو الدستور الإيراني إلى تصدير الثورة الإسلامية خارج حدود إيران.
وطيلة 38 عاما، من الثورة الإسلامية وحكم الملالي تأكد بأنه لا يوجد بلد آمن من مؤامرات طهران من لبنان، إلى العراق و سوريا و اليمن وحتى فنزويلا فكل هذه الدول وغيرها تشترك في وجود إيراني مباشر أو بالوكالة يهدف إلى توسيع الإمبراطورية الإيديولوجية لطهران.
ويضيف العقيد أن تضمين ضرورة توسع إيران خارج حدودها الجغرافية يثير قلقا إقليميا ودوليا كبيرا لأنه يسلط الضوء على الدافع الحقيقي لنظام الملالي لحصوله على الأسلحة النووية.
ويشير جيمس زومولت أن تحالف الولايات المتحدة والسعودية الموحد والمركز للتحقق من العدوان الإيراني تأثر في السنوات الأخيرة حيث صرفت الدولتان أنظارهما على المشكلة الإيرانية بسبب تنظيم الدولة الإسلامية لذلك يؤكد العقيد المتقاعد بأن سقوط داعش الذي بات "وشيكا" الآن، سيجعل واشنطن والرياض تعطيان الخطر الإيراني ما يستحقه من الاهتمام خلال الفترة القادمة.
ويوضح زومولت أنه بالنسبة للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، لا يوجد فرق إيديولوجي بسيط بين مواجهة داعش أو مواجهة إيران فكلاهما نظام متشدد يسعى إلى إنشاء الخلافة والسيطرة على دول أخرى والفرق الوحيد بينهما هو أنه و في حين أن تنظيم داعش يسعى لتحقيق أهدافه كحركة إرهابية ، فإن إيران تسعى إلى القيام بذلك على أساس دولة قومية.
ومن المفارقات والأخطاء الأمريكية الرهيبة هو أنه في حين أن أوباما لم يفاوض داعش على الحصول على أسلحة نووية، فقد فاوض عن طيب خاطر مثل هذه الصفقة مع طهران وفق العقيد المتقاعد .
وفي سياق متصل يشير زومولت أن معركة ما بعد داعش بالنسبة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ومعها السعودية هو سحق إيران ووكلائها من سوريا لذلك تدرك إيران أن خسارتها سوريا، سيسقط كل خططها في الماء لذلك ستسعى بكل طاقتها لحماية نظام الأسد من الإنهيار وإبقاء الوضع على ما هو عليه وهو ما تعيه الإدارة الأمريكية جيدا حيث أكد وزير الخارجية ريكس تيلرسون بأن الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا بتغيير النظام في إيران.
ويختم زومولت بالتأكيد على أنه لا يجب أن يكون هناك شك في أن هزيمة داعش ليست سوى نهاية المرحلة، وليس نهاية الحرب في سوريا بما أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعيد الاستقرار هو جهد أمريكي-سعودي متحد و مكرس لمواجهة كل عمل عدواني من جانب إيران مع رد قوي في ساحة المعركة أينما كانت ساحة المعركة.