شدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء على أن الاتفاق التاريخي المبرم هو أفضل وسيلة لتجنب سباق تسلح ومزيد من الحروب في الشرق الأوسط. جاء ذلك في إطار جهود أوباما للترويج للاتفاق النووي الإيراني أمام أعضاء الكونجرسوالمواطنين في الولايات المتحدة. وبحسب رويترز ناقش أوباما هذه القضية في مؤتمر صحفي عرضته أجهزة التلفزيون الوطنية بعد يوم من إبرام إيران والقوى العالمية الست اتفاقا في فيينا يقيد برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات. وقال أوباما "من دون اتفاق.. لن تكون هناك قيود على برنامج إيران النووي وسيكون بمقدور إيران الاقتراب من صنع قنبلة نووية.. من دون اتفاق نخاطر بمزيد من الحروب في الشرق الأوسط." وتابع أنه إذا لم تنتهز الولايات المتحدة الفرصة لإبرام اتفاق "ستحكم علينا الأجيال المقبلة بقسوة." ولكن هذه الخطوة تعتبر أيضا أكبر مخاطرة في مجال السياسة الخارجية يقدم عليها أوباما منذ توليه الرئاسة عام 2009. ويقود أوباما الآن مسعى مكثفا للتصدي للمنتقدين الجمهوريين في الكونجرس ولطمأنة حلفاء الولايات المتحدة الذين تنتابهم المخاوف مثل إسرائيل والسعودية. ويقول منتقدون إن الاتفاق به ثغرات ولا سيما في إجراءات التفتيش يمكن أن تستغلها إيران. وسيمنح الاتفاق طهران فرصة فك تجميد الأصول لتمويل حروبها بالإنابة من سوريا إلى العراق إلى اليمن. ورد أوباما بالقول إن آلية "الرجوع عن الاتفاق" المتضمنة في الاتفاق ستعيد العقوبات في حال مخالفة إيران له. وستضمن أن تواجه إيران عواقب شديدة لعدم وفائها بالتزاماتها النووية. وأضاف أوباما أنه على الرغم من أمله أن يدفع الاتفاق الدولي إيران إلى لجم سلوكها في المنطقة إلا أنه لا يراهن على أن ذلك سيتغير. وقال "من دون اتفاق سيتفكك نظام العقوبات الدولي ولا توجد فرصة تذكر لإعادة فرضه. وبهذا الاتفاق لدينا إمكانية حل لتهديد هائل للأمن الإقليمي والدولي بصورة سلمية." وتابع الرئيس الأمريكي أنه من دون اتفاق ستزيد فرصة نشوب مزيد من الصراعات في الشرق الأوسط. وستشعر الدول الأخرى في المنطقة بأنها مجبرة على المضي قدما في برامجها النووية الخاصة "في اكثر مناطق العالم اضطرابا". وأضاف أنه يتوقع نقاشا محتدما في الكونجرس بشأن الاتفاق الذي قال إنه يقطع كل الطرق أمام إيران كي يكون لديها برنامج تسلح نووي. وبمقتضى الاتفاق سترفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مقابل موافقة إيران على خفض أنشطة برنامجها النووي الذي يشك الغرب أن هدفه صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن البرنامج أهدافه سلمية. وتعرض أوباما لسيل من الاتهامات من جانب أعضاء الكونجرس الجمهوريين وإسرائيل بأنه قدم لطهران أكثر مما ينبغي. وتعهد أوباما باستخدام حق النقض للتصدي لأي جهد لمنع إقرار الاتفاق. وعلى الرغم من أنه يواجه تحديا صعبا في الكونجرس الذي يهمين عليه الجمهوريون فإن من المرجح أن تتكلل جهود أوباما بالنجاح. والاتفاق الذي يمثل أكبر خطوة باتجاه قيام علاقات طيبة بين إيران والغرب منذ الثورة الإسلامية عام 1979 هو أكبر إنجاز مميز لأوباما ويمثل أيضا أفضل آماله في إنقاذ ملف إدارته المضطرب في الشرق الأوسط. وأدى اتفاق أمس إلى إثارة سخط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن الاتفاق التاريخي لن يفعل شيئا يذكر لوقف طموحات إيران النووية وسيجعل إسرائيل عرضة لتهديد أكبر. وقال أوباما إن إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط لديها مخاوف مشروعة بشأن تهديد إيران لأمنها ولكنه أصر على أن الخطر سيكون مضاعفا إذا حصلت إيران على سلاح نووي.وأمام الكونجرس الأمريكي 60 يوما لمراجعة الاتفاق. وللجمهوريين أغلبية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ولكنهم بحاجة إلى تأييد العشرات من الديمقراطيين المؤيدين لأوباما للحصول على "قرار بالرفض" من شأنه أن يعطل الاتفاق. والفرص ضئيلة في حصولهم على تأييد كاف للتغلب على حق النقض الذي يملكه أوباما على الرغم من أن لجوئه إلى هذه السلطة ستؤكد على وجود انقسامات كبيرة في واشنطن. قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء إن المشاكل في سوريا لن تُحل دون دعم من روسيا وتركيا وشركاء آخرين وأضاف أنه يجب أن تكون إيران جزءا من هذه المناقشات. وقال أوباما "حتى نحلها (الأزمة السورية) لابد أن يكون هناك اتفاق بين القوى الكبرى المهتمة بسوريا وهذا لن يحدث في ميدان المعركة." وأضاف أنه لا يتوقع إبرام مجموعة من الاتفاقات الرسمية مع إيران بشأن كيفية محاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.