بدأ الجنرال الإسرائيلي بيني غنتس،حديثه في يوم تقاعده من قيادة الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع CNN أنه بدأ حياته العسكرية بمهمة مرافقة الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، خلال رحلته الشهيرة إلى القدس، ويغادر وظيفته العسكرية في فترة غاية في التوتر من تاريخ المنطقة. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ليس بحاجة لتحقيق دولي حول انتهاكات في غزة، وأن القتال ضد داعش أمراً بالغ الأهمية. وقال غنتس، ردا على سؤال حول نظرته لنفسه بعد أربعة عقود في الجيش الإسرائيلي: "لقد مر وقت طويل منذ انضمامي إلى صفوف الجيش الإسرائيلي وأذكر أن مهمتي الأولى كانت توفير الحماية للرئيس المصري، أنور السادات القادم إلى إسرائيل لعقد السلام معها خلال رحلته إلى القدس، أما اليوم فأنا أخرج من الخدمة بعدما رأيت العديد من الأحداث الكبيرة في هذه المنطقة غير المستقرة، وبالتالي فالفترة الماضية كانت تاريخية بالنسبة لي، وخاصة السنوات الأخيرة منها، ولذلك أشعر بالكثير من الحماس." وأعرب غنتس عن أسفه في تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها واصفاً إياه بالتحدي الإستراتيجي الكبير . وأوضح غنتس قلقه من عزلة إسرائيل وتراجع علاقاتها الدولية خاصة مع سويسرا ، مضيفاً أنني من خلال خبرتي العسكرية أرى أن من مصلحة الإسرائيلين والفلسطنين التوصل إلى اتفاق سلام . ورداً على الحرب الأخيرة على قطاع غزة قال:"أظن أن لأهل غزة حق عيش حياة طبيعية، فنحن ليس لدينا أي مطامع أو اهتمام بغزة إلا بالجانب الأمني، ويعود لأهل غزة حق استغلال الموارد المتوفرة لديهم من أجل دعم حياتهم." وتابع شارحا: "والدتي الراحلة كانت إحدى الناجيات من الهولوكوست، وقد اتصلت بها خلال الحرب الماضية على غزة، عملية الرصاص المسكوب، وسألتها ما إذا كانت ستذهب إلى الملجأ فردت بالقول إنها لن تفعل ذلك لأنها شاهدت في حياتها ما هو أسوأ من هذا، وقالت لي: بيني لا توقف القتال.. لكن إياك أن تقطع عنهم الطعام. أنا أعلم بجميع القصص حول ما حصل بغزة وأعلم أيضا مقدار الجهود التي بذلناها لتحذير السكان ومحاولتنا إخلاء المناطق باستخدام الاتصالات الهاتفية ووسائل أخرى من أجل التمييز بين النشاطات العسكرية والمدنية." ورفض غنتس المطالب بمحاكمة القوات الإسرائيلية بجرائم حرب في غزة قائلا: "نحن جيش في دولة ديمقراطية ونلتزم جميعا بسقف القانون ونقوم بكل ما بوسعنا لتجنب الخسائر بين المدنيين، ولكن ربما تحصل بعض الأخطاء وهناك أمور قيد التحقيق، وإذا وجدنا ضرورة لمعاقبة أحد فسنقوم بذلك ولا نحتاج أن يوجهنا العالم للقيام بذلك فنحن نفعل هذا الأمر لأنه يصب بصالحنا أخلاقيا وإجرائيا." وحول فعالية الحملة الجوية ضد داعش قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد: "يجب أن تنجح هذا الحملة لأن داعش لا يحترم أحدا يخالف رأيه ولا تترك المجال لوجود الأديان الأخرى، وأظن أن الحملة الدولية ضد داعش إلى جانب التحالف الإقليمي القائم لديهما أهمية كبيرة ولكن الحملة ستستغرق وقتا ولن تُنجز قريبا."