وكالة الأناضول- احتدم النقاش بين ممثلي الإدارة الأمريكية، وأعضاء في الكونغرس الأمريكي، على خلفية الاتفاق النووي مع طهران، الأمر الذي انتهى بوصف أعضاء جمهوريين للمفاوضين بأنهم قد خُدعوا من نظرائهم الإيرانيين. السجال تم أثناء شهادة وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، ووزير الطاقة "إيرنست مونيز"، ووزير الخزانة "جاك لو"، أمام لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي الذي استضافهم، مساء أمس الخميس، للرد على كل الأسئلة التي تراود اللجنة عن مضمون الاتفاقية المبرمة بين إيران ومجموعة 5+1. وهاجم السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، "بوب كوركر"، اتفاق النووي مع إيران قائلًا: أعتقد أن ما قمتم به خلال هذه المفاوضات أنكم شققتم طريقًا متناسقًا بشكل كامل لإيران من أجل الحصول على سلاح نووي، عن طريق إلزام أنفسكم الكامل بهذا الاتفاق. واتهم كوركر شهود الإدارة الأمريكية (كيري ومونيز ولو)، بحصر الخيارات الأميركية بين أحد اثنين أما هذه الصفقة أو الحرب. انتقاد الجمهوريين لإدارة أوباما لم يخل من السخرية حتى برغم توتر الأجواء داخل الغرفة التي ضمت اللجنة، حيث وصف كوركر الذي اتهم السلطة التنفيذية للبلاد بتسببها في عزلة الكونغرس الأمريكي دوليًا عن طريق التصويت على الاتفاقية قبل ذلك، عبر مجلس الأمن، قائلاً "بهذه المفاوضات لقد تم الاحتيال عليكم، وما فعلتموه هنا هو أنكم حولتم نبذ إيران إلى الكونغرس، لقد أصبح الكونغرس هو الطرف المنبوذ. أما السيناتور الجمهوري عن ولاية آيداهو جيمس ريش والذي هاجم هو الآخر فريق التفاوض الأمريكي والاتفاقية قال "أن تقول أن هذه اتفاقية جيدة هو أمر مثير للسخرية، مع كل احترامي لكم، لقد تم خداعكم يا أصحابي، وسوف يدفع الشعب الأمريكي ثمن ذلك. ودعا السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، وأحد المتقدمين للترشيح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 2016 ، الديمقراطيين في مجلس الشيوخ للانضمام إلى الحزب الجمهوري لمعارضة الاتفاقية ليحصلوا على أغلبية الثلثين التي لا يستطيع معها الرئيس الأمريكي استخدام حقه في النقض (الفيتو). وقال: أتمنى أن نتمكن من اقناع عدد كافٍ من زملائي الديمقراطيين للتصويت ضد هذه الصفقة وأن نحرم الرئيس من تنفيذها". وهدّد روبيو طهران من عواقب مستقبلية لتوقيع الاتفاق مع بلاده قائلًا: على النظام الإيراني والعالم أن يعلم أن أغلبية الأعضاء في هذا الكونغرس لا يؤيدون الاتفاقية وأن هذه الصفقة ستنتهي في اليوم الذي يغادر فيه الرئيس باراك أوباما منصبه. وهو ما رد عليه وزير الخارجية الأمريكية بالقول "أنا واثق أن الرئيس القادم للولايات المتحدة سوف يمتلك حسًا سليمًا بما فيه الكفاية، ولن يقوم بإلغائها بشكل عبثي". وأشار كيري إلى أن رفض الاتفاقية واللجوء إلى العمل العسكري بدلًا عنها، سيسبب عزلة للولايات المتحدة، قائلًا : سيكون علينا في حال اللجوء للعمل العسكري التحرك دون مشاركة أي من حلفائنا، وهذا ليس بالثمن البسيط. وأوضح أن تأييد الاتفاقية ليس قاصرًا على الولايات المتحدة فحسب، مضيفًا دعوني أؤكد للجميع هنا، هذه ليست اتفاقية الولايات المتحدة لوحدها، هذه اتفاقية قوى نووية أخرى فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، ولديهم جميعًا معرفة جيدة جدًا بهذا المجال وتحدياته. وتابع كيري لذا فأنتم تنظرون إلى ما تفاوض عليه المجتمع الدولي ومجموعة 5+1 برعاية الأمم المتحدة، وهؤلاء ليسوا أغبياء، إنهم خبراء وكل واحد منهم خبير في التقنية النووية والإقرار والتثبت من صحة المعلومات النووية المقدمة، إنهم أناس اذكياء ممن بذلوا أعمارهم في مجال الطاقة الذرية، وقد وقّعوا كلهم على هذا الاتفاق. وأكد وزير الخارجية الأميركي أنّ مفهوم الاتفاقية الجيدة كبديل للاتفاقية التي توصلت إليها مجموعة 5+1 مع إيران والذي يتم الإشارة إليه في الإعلانات التلفزيونية المعادية للاتفاقية النووية هو "أمر خيالي"، مشددًا على أن جميع الأجهزة الاستخبارية الأميريكية تتفق معه بهذا الخصوص. وتقوم عدد من جماعات الضغط الأمريكية بضخ العديد من الإعلانات التلفزيونية في مختلف أنحاء البلاد وبقيمة ملايين الدولارات من أجل تحفيز الرأي العام الأمريكي والقوى السياسية على رفض الاتفاقية بين مجموعة 5+1 وإيران، ولعل أبرز هذه الجماعات "لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية" المعروفة بأيباك والتي تورد تقارير تخصيص مبلغ يتراوح بين 20-40 مليون دولار معدة لهذا الغرض.