(رويترز) - دعا محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إلى تشكيل جبهة موحدة بين دول الشرق الأوسط لمحاربة التشدد في أول جولة إقليمية له منذ توصل إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي وهو الاتفاق الذي أثار مخاوف جيرانها العرب. وأكد ظريف في مؤتمر صحفي في السفارة الإيرانية في الكويت أنّ أي تهديد لدولة واحدة هو تهديد للجميع، لا يمكن لأي دولة أن تحل المشاكل الإقليمية من دون مساعدة الآخرين. وأضاف ظريف أنّ إيران تقف وراء شعوب المنطقة للقتال ضد تهديد التطرف والإرهاب والطائفية، قائلًا: إن رسالتنا إلى الدول الإقليمية هو اننا يجب أن نحارب معا هذا التحدي المشترك. والتقى ظريف في وقت سابق مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الذي لم يحضر المؤتمر الصحفي. وبعد زيارته للكويت توجه ظريف إلى قطر حيث سيلتقي مع أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ومن المقرر أن يتوجه بعد ذلك إلى العراق. وتجدر الإشارة إلى وزير الخارجية الإيراني توجه يوم السبت إلى الكويت في مستهل رحلة تستغرق ثلاثة أيام وتشمل قطر والعراق وفقًا لوكالة بي بي سي. ونقل موقع بي بي سي عن جريدة الجارديان البريطانية "أن وزير الخارجية الإيراني يسعى خلال زيارته إلى تسويق فكرة عقد لقاء خليجي إيراني على مستوى وزراء الخارجية ". وأضافت الجريدة أن "ظريف سيقترح عقد لقاء في سبتمبر من العام الجاري بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى إيران". وقد دعا وزير خارجية قطر، خالد العطية، في إبريل من العام الجاري، "دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة إلى إجراء حوار جاد يتم خلاله بحث أمن المنطقة والهواجس الخليجية وعلى رأسها مسائل التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية". وتخشى أغلب دول الخليج أن يعجل الاتفاق النووي الذي أبرم في 14 يوليو الجاري بالوفاق بين طهران وواشنطن مما يشجع ايران على زيادة دعمها لحلفائها في الشرق الأوسط المعارضين لدول الخليج العربية. وتتهم أغلب دول الخليج العربية طهران بالتدخل في الشؤون العربية وتقديم الدعم المالي أو المسلح لحركات سياسية في دول من بينها البحرين واليمن ولبنان. وتنفي ايران الشيعية التدخل لكنها تقول إن الاتفاق النووي لن يغير من سياساتها في المنطقة. وقبل الجولة الخليجية قال ظريف في بيان نشر على موقع الوزارة على الانترنت مساء يوم الجمعة إن طهران ستواصل دعمها لحلفائها في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم داعش المتشدد. وردد الرئيس الايراني حسن روحاني هذه الرسالة في خطاب ألقاه اليوم الأحد خلال زيارة لاقليم كردستان الايراني فقال "الشعب الايراني يدعم كل الشعوب المقهورة." وأضاف روحاني "لولا ايران لسقطت اربيل وبغداد في أيدي الارهابيين... ومثلما دافعنا عن دهوك واربيل والسليمانية (في كردستان العراق) سيدافع الشعب الايراني عن المقهورين إذا وقعت أي دولة في المنطقة كلها ضحية للعدوان."