يبدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء زيارة تستمر يومين الى الصين حيث سيسعى الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بكين وانقرة رغم التوتر الشديد حول اقلية الاويغور المسلمة الناطقة بالتركية. وتاتي الزيارة غداة حصول تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي على "تضامن قوي" من قبل الحلف في هجومها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا وضد قواعد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ووسعت تركيا نطاق العملية العسكرية التي تشنها عبر الحدود ضد الجهاديين والمتمردين الاكراد في اعقاب هجمات دامية في اراضيها. واذا كانت العلاقات الاقتصادية تتصدر جدول اعمال الزيارة، الا ان الخلاف بين البلدين حول الاويغور الذين يقيمون في اقليم شينجيانغ (شرق) سيلقي بظلاله عليها. ويندد الاويغور بالاضطهاد الديني والثقافي الذي يتعرضون اليه في الصين والتوطين المكثف للهان (الاتنية الاغلبية في الصين) في منطقتهم شينجيانغ الذاتية الحكم غرب الصين وهي غنية بالموارد الطبيعية. في المقابل، تحمل السلطات في بكين الاويغور مسؤولية اعمال العنف في شينجيانغ وقد اعربت انقرة مرارا عن قلقها ازاء المعاملة التي تتلقاها هذه الاقلية بايدي السلطات. وكان اردوغان الذي يلتقي نظيره الصيني شي جينبينغ الاربعاء اتهم بكين في العام 2009 بارتكاب "ما يشبه الابادة" في الاقليم، ومن المرجح ان يزيد التباين في وجهات النظر بين بكين وانقرة من تعقيد المحادثات بين المسؤولين. وتنسب بكين دائما اعمال العنف الدامية في الاقليم الى "مجموعات ارهابية" و"متطرفة". وفي مطلع تموز/يوليو، استدعت انقرة السفير الصيني للتنديد بالقيود التي تفرضها على حد قولها بكين على الاويغور خلال شهر رمضان وهو ما نفته الصين. كما استقبلت تركيا انذاك قرابة 170 من اللاجئين الاويغور الذين هربوا من الصين مرورا بتايلاند. الا ان بانكوك اعادت قرابة مئة اخرين الى الصين مما اثار تظاهرات احتجاج في تركيا. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، اعتقل في تايلاند اكثر من 300 من الاويغور الصينيين الذين كانوا يحملون جوازات سفر مزيفة، بينما كانوا يهربون من بلادهم. واقتحم متظاهرون اتراك قنصلية تايلاند في اسطنبول واحرقوا العلم الصيني امام القنصلية الصينية في المدينة وهو ما نددت به بكين "بشدة". وقبل ذلك، تعرض مطعم صيني معروف في اسطنبول لهجوم، كما اعتدى متظاهرون اتراك على مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين في وسط اسطنبول بعد ان اعتقدوا خطا انهم صينيون. وكتبت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية الصينية الاربعاء ان "مسالة الاويغور اذا لم يتم حلها فستؤدي الى تسميم العلاقات وعرقلة التعاون". والمحت الى ان بكين ستضغط على اردوغان ليمنع المسؤولين الاتراك من منح الاويغور "الذين غادروا الصين بشكل غير قانوني" وثائق سفر. وكانت تركيا بدات في العام 2013 محادثات مع شركة حكومية صينية على امل توقيع عقد لشراء نظام دفاع جوي بقيمة 3,4 مليارات دولار لكن من دون ان تؤدي المحادثات الى توقيع اتفاق نهائي. وهذا القرار اثار انتقادات واسعة من قبل حلفاء تركيا في حلف شمال الاطلسي. وكلهم اعتبروا ان المواد الصينية لا تتلاءم مع انظمتهم وذكروا بان الشركة الصينية تخضع لعقوبات اميركية لانها سلمت اسلحة لسوريا وايران الخاضعتين لحظر. وقال اردوغان لوكالة انباء الصين الجديدة ان محادثاته في بكين ستشمل عقد الصواريخ. واضاف في مقابلة نشرت الاربعاء "نحن نرحب باي عرض من شانه دفع المحادثات قدما". وتابع "اعتقد ان هذه الزيارة من شانها تعزيز العلاقات الثنائية" بين البلدين. كما ان تعزيز الصادرات التركية الى الصين سيكون على الارجح ضمن المواضيع التي سيتناولها اردوغان اذ تعاني بلاده من عجز تجاري كبير ازاء الاقتصاد الثاني في العالم، بحسب ارقام رسمية صينية.