2015-10-10 

لأول مرة منذ أربعين عاما... الرياض دون السديري!

من الرياض، فهد معتوق

يوم السبت تخرج جريدة الرياض، ولأول مره بدون أن يكون اسم تركي السديري على ترويسة الصحيفة كرئيس للتحرير، بعد ان أعلن استقالته رسميا وتكليف راشد الراشد كخليفة له. وأعلنت جريدة الرياض السعودية اليوم قبول استقالة تركي بن عبدالله السديري من رئاسة التحرير وتعيينه مشرفاً عاماً للمؤسسة، بعد أن عقد مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية يوم أمس الأول الخميس اجتماعاً برئاسة الدكتور رضا عبيد . ونشرت الصحيفة السعودية الأقدم نبأ ترشيح راشد فهد الراشد رئيساً للتحرير، وتجديد الثقة في أحمد الجميعة نائباً لرئيس التحرير، كما تم تعيين سليمان العصيمي نائباً لرئيس التحرير. وكان رئيس تحرير الصحيفة تركي السديري قد قدم استقالته رسميًا في 5 يوليو الماضي بسبب تزايد المسئوليات على عاتقه وكبر سنه حيث اشار الى ان عمره تعدي سن 65 سنة وهو ما يكون عائق من تواجده بشكل مستمر ودائم داخل الصحيفة على حد قوله في مقابلة أجرته معه قناة العربية السعودية . ويعتبر السديري أقدم رئيس تحرير عربي، وعميدًا لرؤساء التحرير على المستوى العربي والعالمي، بعد أن أمضى أكثر من أربعين عامًا رئيساً لتحرير جريدة الرياض السعودية وهي الجريدة الأشهر على المستوى المحلي. وبحسب صحف سعودية كان من الصحفيين القلائل الذين رافقوا إعلاميًا الملك سلمان بن عبدالعزيز لسنوات طوال، انطلاقاً من إمارته لمنطقة الرياض وصولاً إلى عصرنا الراهن، وكان راصداً صحفياً لما حققته العاصمة بشكل خاص من تطور ونهضة عمرانية. وبحسب بيان نشرته الصحيفة اليوم يأتي هذه القرار تأكيداً على أهمية استقرار عمل المؤسسة، ومواصلة مسيرتها المهنية، وقدرتها على المنافسة، وتنسجم مع التطورات المتسارعة في الإعلام، حيث تعبّر عن رؤية مستقبلية نحو تقديم الأفضل للقارئ والمعلن معاً. وتأتي استقالة تركي السديري من رئاسة التحرير بعد رحلة عمل استمرت واحداً وأربعين عاماً وستة أشهر. استطاع أن ينقل "الرياض" من مقر متواضع ومستأجر في حي المرقب وسط العاصمة الرياض، وثماني صفحات، وطباعة بدائية بالرصاص، ولون واحد، وسعر أربعة قروش، ومحررين لا يتجاوزون عشرة أشخاص في غرفتين فقط، إلى آفاق أوسع من العمل المهني غير المسبوق فكراً وممارسة، وتأهيل العاملين من محررين وفنيين وإداريين على حد قول الصحيفة . وحققت "الرياض" مع تركي السديري على مدى عقود إنجازات كبيرة، أبرزها: جائزة التميز الإعلامي في منطقة الخليج 2005، وتصنيف موقع "الرياض" الإلكتروني المرتبة الأولى عربياً، والثامن آسيوياً؛ وفقاً لتصنيف (MUS) العالمي 2009، وجائزة أفضل صحيفة عربية عام 2010 وفازت بها في ملتقى الإعلاميين الشباب العرب في عمّان، وعشرات الجوائز ذات العلاقة بالتحقيقات والتغطيات الصحفية، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتقنية المعلومات، والسعودة، إلى جانب أن "الرياض" صاحبة التأسيس الأول للأقسام النسائية في الصحافة السعودية، وتقديم المرأة كصحفية وكاتبة ومديرة تحرير وضع أسمها في ترويسة الصحيفة. وأطلق الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز على تركي السديري "ملك الصحافة"، وولد السديري عام 1945، وتلقى تعليمه في مدينة الرياض.. وعمل رئيس تحرير لصحيفة الرياض ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين ، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية. وظيفة المحرر الرياضي غير المتفرغ أول علاقة له بالصحافة، خصوصاً في مجال التعليق على المباريات.. ثم تفرغ لذلك.. ومن الرياضة إلى الشؤون السياسية الصحفية في الجريدة.. ثم مساعدًا لمدير التحرير ومشرفًا صحفيًا وإداريًا على الجانبين المحلي والسياسي وفي عام 1974، تم تكليفه بالعمل رئيساً لتحرير جريدة الرياض . حققت الرياض في رئاسته لتحريرها أول حضور صحفي للمتفرغين في ملكية أسهم المؤسسة، وبلغ عدد الصحفيين والصحفيات السعوديين الذين شملتهم عضوية الملكية خمسة وأربعين صحفيًا وصحفية. ومما يُحسب تركي السديري تفرد "الرياض" بسياسة تحرير خاصة.. التزمت في إطارها العام بالسياسة الإعلامية للمملكة ، والتزمت بقيم المصداقية في توثيق المعلومات من مصادرها، والموضوعية في عرض الحقائق دون تحيز، والدقة في ذكر الحقيقة كاملة دونما حذف يخل بسياقها، مع إتاحة حق الأفراد والمنظمات في الرد والتصحيح. ونجح السديري طوال عقوده الأربعة التي قضاها في رئاسة التحرير على منح الثقة لمحرريه في جميع الأقسام.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه