اليوم فرحة عظيمة في تاريخ مصر، «مصر بتفرح» بأحد أعظم منجزاتها اكتمال قناة السويس الجديدة، وعندما تفرح مصر، الإمارات تفرح، ويفرح كل عربي شريف، يحب مصر ويحب الخير لمصر وشعبها العظيم. اليوم ليس مجرد احتفال باكتمال منجز يضاف لرصيد مصر، وإنما احتفاء بانتصار إرادة المصريين الذين قالوا كلمتهم للمستقبل، واختاروا مسارهم نحو غد أفضل يتعزز فيه دور مصر وتستعيد مكانتها الريادية التي اعتقد بعض الأقزام من المخبولين والمعتوهين في غفلة من الزمن أن باستطاعتهم اختطاف ذلك الدور لمصلحة مرشد الضلالة والتضليل والدوائر التي تسيره، ويسير وفق أهوائها ومصالحها. كانت مصر، وستظل دوما أكبر منهم، ومن مؤامراتهم ومخططاتهم الدنيئة، سلطوا شراذم من القتلة والمأجورين لترويع مصر وإرهاب شعبها، ولكن نصال أحقادهم تكسرت أمام إرادة شعب مصر العظيم، وهو يلتف حول قيادته ويمضي معها نحو أيام مجيدة من الانجازات، ومنها هذا اليوم الأغر الذي يكلل بمنجز بحجم القناة الجديدة الذي سيقطف ثمارها الزاهرة كل المصريين. وقد كان للامارات شرف المشاركة في إنجاز المشروع من خلال شركة الجرافات الوطنية وكوادرها المواطنة وآلياتها العملاقة، التي ساعدت في تسريع العمل وتسليمه في الوقت المحدد. ومثل هذا اليوم السادس من أغسطس، يوم خالد في وجدان أبناء الإمارات، ففي مثل هذا اليوم انبلج فجر جديد على أرض الإمارات بيد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الرجل الذي أرسى أسس العلاقة التاريخية مع مصر برؤاه الثاقبة لمصر ودورها وموقعها موقع الروح من الجسد للأمة العربية، ومواقفه التاريخية العظيمة تقف شاهدة على مر العصور، بدءا من نصر أكتوبر وحتى عودة مصر لأسرتها العربية. واليوم عندما تمضي الإمارات في ذات الدرب فإنما هو امتداد لنداء الواجب والتزام بنهج زايد. المشاركة الاماراتية في الفرحة المصرية جاءت كذلك بالافعال، ونحن نتابع، من خلال الوفد الإعلامي الإماراتي المشارك وبحضور معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة تسليم مصر رسميا 100 مدرسة وأربعة جسور و600 حافلة، و78 وحدة صحية لطب الاسرة، وذلك ضمن حزمة المشاريع الاماراتية التنموية في مصر، والتي تحظى برعاية قائد المسيرة خليفة الخير وإخوانه. ودامت مصر دوما في فرح ومن إنجار لإنجاز. وفرح مصر فرح للإمارات، ولكل العرب، هكذا تعلمنا وتربينا في مدرسة زايد.