تدشن مصر الخميس بعرض جوي وآخر بحري يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي "قناة السويس الجديدة" التي طورتها السلطات سعيا لانعاش الاقتصاد المصري المتدهور. وسيجري الحفل الذي يحل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ضيف شرف عليه في الاسماعيلية (شمال شرق) على ضفة قناة السويس. ومن بين الضيوف الذين يرتقب ان يشاركوا في المراسم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وقناة السويس التي افتتحت عام 1869 بعد اشغال استغرقت عقدا تربط بين البحرين الاحمر والمتوسط وهي من طرق الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية ولا سيما لنقل النفط، ومصدرا ثمينا للعملات الاجنبية بالنسبة للسلطات الساعية الى تحريك عجلة الاقتصاد الذي تدهور منذ ثورة 2011 التي اطاحت حسني مبارك. ومشروع تطوير قناة السويس هو من المشاريع الكبرى للسيسي القائد السابق للجيش الذي عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي عام 2013 قبل ان ينتخب رئيسا بعد عام. والهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم هو مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة وتتوقع هيئة قناة السويس ان يكون بوسع حوالى 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا. وستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين ما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 الى 11 ساعة. وسيؤدي افتتاح القناة الجديدة الى زيادة ايرادات القناة السنوية من 5,3 مليارات دولار (حوالى 4,7 مليار يورو) متوقعة للعام 2015 الى 13,2 مليار دولار (11,7 مليار يورو) عام 2023. وسيقود السيسي الخميس في حضور عدد من رؤساء الدول الاجانب عرضا بحريا على متن يخت كانت تملكه في الماضي العائلة المالكة. كما سيجري عرض جوي تشارك فيه طائرات الرافال الثلاث وطائرات الاف-16 الثماني التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا والولايات المتحدة. وفي وقت يواجه هذا البلد حملة غير مسبوقة من الهجمات الجهادية سيتم نشر عشرة الاف شرطي عبر البلاد خلال مراسم التدشين. وقد هدد الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الاربعاء باعدام كرواتي يعمل لحساب مجموعة فرنسية وخطف في 22 تموز/يوليو في القاهرة، مؤكدا انه سينفذ تهديده في غضون 48 ساعة اذا لم تطلق الحكومة المصرية سراح "مسلمات" معتقلات. وافتتح السيسي في الخامس من اب/اغسطس 2014 اعمال حفر الفرع الجديد لقناة السويس وطلب انذاك ان تنتهي الاعمال خلال عام واحد. وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل اعمال انشاء الفرع الجديد للقناة جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار. وتضمن المشروع حفر قناة جديدة طولها 37 كلم وتعميق وتوسيع القناة الاساسية على طول 35 كلم. وقناة السويس هي من الممرات التي تشهد اكبر حجم من الملاحة في العالم وفي 2007 شكلت حركة الملاحة عبرها 7,5% من حركة الملاحة التجارية العالمية بحسب مجلس الملاحة العالمي. ويجري تدشين المجرى الجديد في وقت تسعى مصر لترسيخ مكانتها كلاعب لا يمكن تجاوزه على الساحة الاقليمية، فيما خفض حلفاؤها الغربيون نبرة انتقاداتهم بشأن حملة القمع التي تستهدف جميع مكونات المعارضة. واسفرت حملة القمع منذ اطاحة مرسي عن سقوط اكثر من 1400 قتيل معظمهم من المتظاهرين الاسلاميين وادت الى توقيف عشرات الاف وقد حكم بالاعدام على المئات في محاكمات جماعية نددت بها الامم المتحدة. وقال عمر عدلي الخبير في مركز كارنيغي للشرق الاوسط "ان النظام الجديد يخوض معركة سياسية من اجل ارساء شرعيته داخل البلاد انما كذلك خارجها". ومشروع "قناة السويس الجديدة" جزء من خطة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للاساطيل التجارية التي تعبر القناة. ومن المتوقع ان يوفر هذا المشروع اكثر من مليون وظيفة خلال السنوات ال15 المقبلة. وقال رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش "هناك تدفق من المستثمرين الراغبين في الاستثمار" في هذا المشروع