2015-10-10 

انتقادات حادة لمشاريع قوانين الدفاع اليابانية

من طوكيو، ارين نيشيمورا بوبيه

الفرنسية، احيت ناغازاكي اليوم الاحد الذكرى السبعين لقصف هذه المدينة الواقعة في غرب اليابان بقنبلة نووية في احتفالات انتقد خلالها رئيس البلدية واحد الناجين مشاريع تعزيز صلاحيات الجيش التي يقرتحها رئيس الوزراء شينزو ابي. وعند الساعة 11,02 من التاسع من اغسطس 1945 دمر انفجار نووي ثمانين في المئة من مباني ناغازاكي ومن بينها كاتدرائية يوراكامي الشهيرة التي كانت تبعد 500 متر عن مكان سقوط القنبلة، وادى الى مقتل 74 الف شخص على الفور او في وقت لاحق بسبب الاشعاعات. وفي التوقيت نفسه من اليوم الاحد (2,02 بتوقيت غرينتش) وقف سكان المدينة دقيقة صمت بينما كانت تقرع الاجراس في جميع انحاء ناغازاكي التي كانت مركزا للتبادل التجاري بين اليابان والخارج ومدينة معروفة بجاليتها المسيحية الكبيرة. وانتقد رئيس بلدية ناغازاكي توميهيسا تاوي امام حشد ضم حوالى 6700 شخص ضمنا مشاريع القوانين الدفاعية الجديدة. وقال "نشعر بالقلق لان الوعد الذي قطعناه قبل سبعين عاما ومبدأ السلام في الدستور الياباني يبدو معرضا للخطر". "اوجه نداء الى الشبان: اصغوا لما يقوله القدامى وفكروا بما تستطيعون فعله انتم من اجل السلام"، داعيا "الرئيس الاميركي (باراك) اوباما وممثلي كل الدول التي تملك سلاحا ذريا" الى التوجه الى ناغازاكي. واضاف ان "اكبر قوة لازالة الاسلحة النووية تكمن في داخلنا". وتبنت اليابان تحت الاحتلال الاميركي دستورا سلميا يحاول رئيس الوزراء القومي اعادة تفسيره لتعزيز دور البلاد العسكري على الساحة الدولية. وكان مجلس النواب الياباني اقر منتصف الشهر الماضي مشاريع قوانين الدفاع المثيرة للجدل. وسترفع مشاريع القانون الى مجلس الشيوخ حيث يطرح للمناقشة خلال فترة اقصاها 30 يوما. ويبلغ متوسط اعمار الناجين من هذا القصف ويسمونهم "هيباكوشي"، ثمانين عاما. واكد احدهم سوميتيرو تانيغوشي (86 عاما) انه يصلي من اجل ابقاء اليابان الى الابد مبدأ التخلي عن الحرب المدرج في الدستور السلمي للبلاد. واضاف ان "قوانين الدفاع التي تحاول الحكومة تمريرها تقوض سنواتنا الطويلة من العمل من اجل الغاء السلاح النووي"، مؤكدا "لا يمكنني قبول هذه القوانين". من جهته، وضع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي اكليلا من الزهور بحضور ممثلي 75 بلدا بينهم سفيرة الولايات المتحدة في اليابان كارولين كينيدي. وكما فعل في هيروشيما الخميس الماضي، اكد رئيس الوزراء الياباني من جديد في خطاب رغبة اليابان في العمل من اجل ازالة الاسلحة النووية ومنع الانتشار النووي. وقال "اجدد تأكيد رغبة اليابان بصفتها البلد الوحيد الذي قصف بقنبلة ذرية في ان تقود الحركة العالمية ضد الاسلحة النووية"، معددا الاجتماعات الدولية التي سيعمل على نقل هذه الرسالة خلالها. واضاف ابي ان البلاد ستبقى ملتزمة تطبيق المبادىء الثلاث: لا انتاج ولا امتلاك ولا سماح لوجود اسلحة نووية على الاراضي اليابانية. وكانت اليابان تعهدت في ديسمبر 1967 رسميا عدم صنع او امتلاك او ادخال اي سلاح نووي الى الاراضي اليابانية. وواجه ابي انتقادات لامتناعه عن تكرار المبادىء الثلاثة خلال المراسم التي اقيمت قبل ثلاثة في هيروشيما. وقد اثار قلق الناجين من القصف النووي بينما يحاول الدفع باتجاه تبني قانون يوسع الدور العسكري لليابان. والتفسير الجديد للدستور السلمي، الذي له صفة قانون، يجعل من الممكن ارسال قوات الدفاع الذاتي - الاسم الرسمي للجيش الياباني - الى الخارج من اجل مساعدة بلد حليف. وكان من المقرر ان يتم القاء القنبلة النووية التي عرفت باسم "فات مان" (الرجل البدين) على مدينة كوكورا (شمال ناغازاكي) حيث كان يوجد مصنع كبير للاسلحة. لكن الاحوال الجوية السيئة اجبرت قائد الطائرة الاميركية بي-29 على تغيير الهدف. وقبل ذلك بثلاثة ايام القيت اول قنبلة نووية "ليتل بوي" (الصبي الصغير) على مدينة هيروشيما (غرب) ما ادى الى سقوط 140 الف قتيل. وسرعت عمليتا القصف الاميركيتان استسلام اليابان في 15 اغسطس 1945 وانتهاء الحرب في المحيط الهادىء. وتسعى مدينتا هيروشيما وناغازاكي من خلال هذه المراسم والاحتفالات والحملات المرافقة لها ضد الاسلحة النووية الى ابقاء ذكرى الكارثتين مع ان الناجين من الهجومين يختفون على مر الايام.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه