حلت قبل أيام ذكرى وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز التي تزامنت مع ذكرى الغزو العراقي للكويت في الأول من شهر أغسطس ، وهي الحادثة التي لعب فيها الملك الراحل دوراً تاريخياً، أدى في نهاية الأمر إلى عودة الكويت إلى حكامها الشرعيين. حيث قام صدام حسين الرئيس العراقي السابق بالهجوم على دولة الكويت واحتلالها فاستضاف الملك فهد في السعودية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح والحكومة الكويتية وخاضت السعودية حرب التحرير لتحرير الكويت , وكانت القوات السعودية أولى القوات التي دخلت العاصمة الكويتية. ولعل المتتبع لتاريخ الحكام السعوديين يصل إلى محصلة تاريخية تشير إلى أن لكل ملك حربه الخاصة منذ تأسيس المملكة قبل ثمانية عقود، وذلك في إطار المسؤولية والثقل اللذين تمثلهما المملكة في المنطقة، وبالتالي زعامتها السياسية. وبعد فهد لعب الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز دوراً مهما في حماية مملكته من المليشيات الحوثية عام 2009 التي قامت بالهجوم ومحاولة التسلل الى الحدود السعودية, وعلى الفور تدخلت قوات الجيش السعودي في حرب جبلية صعبة استمرت عدة أسابيع , انتهت بهزيمة الحوثيين والوصول الى اتفاق بعدم الاختراق او التعدي على حدود المملكة العربية السعودية . كما كان له دور قيادي ومؤثر في حماية المنطقة والمملكة ومصر، خلال أحداث الربيع العربي. ولعل الدور الأبرز كان في حماية مملكة البحرين من مظاهرات شعبية عام 2011 حيث تم إرسال أكثر من ألف جندي ضمن قوات درع الجزيرة حيث قالت الحكومة أنها طائفية بتشجيع خارجي. وتدخلت قوات درع الجزيرة للحفاظ على المملكة البحرينية . وبعده أطلق الملك سلمان عاصفة الحزم في 26 مارس بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لوقف تدخل الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء وعدن بدعم من إيران . وكونت السعودية تحالفًا يضم 10 دول وقامت بغارات جوية وبحرية لدفع القوات الحوثية للجلوس على طاولة المفاوضات وأستطاعت مؤخرًا من تحرير عدن وبعض المناطق الأخرى. أما التاريخ غير الحديث للمملكة فيمكن نتذكر الملك خالد وحرب على محتلي الحرم المكي متمثلين في حركة جهيمان حيث قامت مجموعة مسلحة بالدخول الى الحرم المكي واحتجاز مجموعة من الرهائن عام 1979 , و بعد قتال شرس وقوي قامت القوات السعودية بتحرير الحرم المكي وإخراج الرهائن ,وكذلك قتل واسر المسلحين بعد أسبوعين على الحصار. وخاض الملك فيصل حرب اليمن وحرب البترول أيضا، ففي نوفمبر عام 1969 اخرج الملك فيصل بن عبدالعزيز قوات يمينة قامت بمهاجمة مركز الوديعة الحدودي , وتقدمت صوب مدينة الشرورة للقيام باحتلالها . وفي حرب أكتوبر 1979 م قامت القوات السعودية المسلحة بالاشتراك في الحرب ,كما أمر الملك فيصل بمنع تصدير البترول إلى أمريكا. كما كان للملك سعود دور في مساندة مصر في العدوان الثلاثي عام 1956 وفي حرب الأيام الستة في يونيو 1967 أرسلت السعودية طائرات ومدرعات "وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر" إلى القوات الأردنية لمواجهة إسرائيل. وكانت حروب الملك المؤسس عبد العزيز وولي عهده الأمير سعود في الجزيرة العربية لتوحيد المملكة العربية السعودية أثر بالغ في دعم قوة واستقرار المملكة في المنطقة.