البعض يحارب الإرهاب بلسانه و بكل قوته ولكن ليس بعقله ولا حتى بقلبه، هناك ارهابي صغير داخل البعض منا و كثير يجهل ذلك، ارهابي يعنف ابنه بلفظ او فعل ! ارهابي يسيء معاملة عامل لديه، سائق أو عاملة منزلية! ارهابي يدخل مواقع التواصل الاجتماعي ويشتم هذا و ذاك فقط لاختلافه معه في الرأي، و في يومياته يشتم سائق سيارة أمامه لأنه لم يسر وفق النظام العام أو نظامه! إرهابي يبرر لعنصريته تجاه اخرين ، و إرهابي يشاهد و يتابع بحماس مقاطع عنف داعش وغيرهم من اللانسانيين! قد تعتقد أن أعمال يومية كهذه هي بعيدة كل البعد عن الإرهاب ، والحقيقة أنها إرهاب صغير سيأخذك يومًا الى ما تشجبه اليوم من إرهاب و عنف يسفك دماء الأبرياء ، أبرياء تمامًا كما تعامل أنت من حولك من ابرياء بقسوة . إن تعايشنا و تعودنا على عادات غير سوية و غير انسانية كبر أو صغر حجمها سيقودنا لاعمال أكبر منها طالما اعتدنا عليها، كما أن الانسانية لا لون لها أو جنس أو دين، وإننا لن نخرج من ديننا أو نجرحه بانسانيتنا التي تحترم البشر و الحيوان والطبيعة و الحجر ، بل إن كل ما نفعله من انسانية سيرفعنا دينا وايمانًا ليس أمام أحد من البشر بل أمام ربنا . إن الإرهاب بمفهومه ادخال الخوف في قلوب الاخرين ، آفة من الآفات المختلفة التي قرأنا عنها او تابعنا قصص مرضاها ، مثله مثل المخدرات و السرطان و الايدز ، متى ما بدأ صغيرًا ولم يكافح أو يجد من يتخلص منه فحتما سيتفشى و ينتشر بلا رحمة داخل العقول و القلوب الضعيفة، و إن مراجعة النفس و محاورتها علاج جيد للتخلص من العقد النفسية قبل أن تتحول لقنابل و من ثم انتحاريين، تذكر دائمًا أن السياسة السيئة او الجيد منها لا تصنع ارهابيًا فهناك دائما حياة لك و لاسرتك و لوطنك لن تكن مالم تكن انت بعقلك و قلبك السليمين .