التقى الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد مساء الخميس في الرياض. وبحسب وكالة الانباء السعودية جدد الرئيس اليمني ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 2216، وانسحاب الميليشيات الانقلابية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية. ودعا المجتمع الدولي إلى الإسهام الفاعل والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الميليشيات الانقلابية، مثمناً جهود المبعوث الأممي التي يبذلها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وبدوره أكد المبعوث الأممي إلى اليمن استمرار الجهود الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة لإعادة والأمن والاستقرار لليمن وإتاحة المجال للبناء والتنمية وبدء عملية الإعمار. ووفقُا لروسيا اليوم أبلغ ولد الشيخ القيادة اليمنية التي تتخذ من السعودية مقرا لها، بآخر ما استجد في المفاوضات مع ممثلي الحوثيين وحزب المؤتمر الجارية في مسقط. وجاء ذلك بعد أيام من أنباء عن خطة من إحدى عشرة نقطة قوبلت بمواقف متشددة من طرفي الصراع واتهامات من بعض مسؤولي حكومة هادي بأنها تصب في مصلحة الحوثيين في المقام الأول. وبحسب روسيا اليوم لا ينتظر الميدان ما ستحمله مفاوضات الحل السياسي، فالمعارك على أشدها بين اللجان الشعبية المناصرة للرئيس هادي، والحوثيين المدعومين من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وسط حالة من الكر والفر في بعض المناطق وبسط سيطرة تامة على مناطق أخرى.. وفي تعز أعلنت اللجان الشعبية أنها تسيطر على ما يقارب من 90% من مساحتها ما تزال تشهد معارك يومية عنيفة على أطرافها الشرقية وسط غارات متوالية من طيران التحالف العربي على مقار ومواقع للحوثيين هناك، كان أبرزها مقر قوات الأمن الخاصة ومحيط القصر الجمهوري. ويدلل احتدام الصراع هناك على الأهمية الاستراتيجية التي تكتسبها المدينة لكلا الطرفين في مساعيهما لبسط السيطرة على مناطق أخرى مجاورة تقود إما إلى فتح الطريق أمام اللجان الشعبية نحو استعادة العاصمة صنعاء، أو تعزيز الحوثيين لما تبقى لهم من مناطق وسط محاولات مستمرة يبذلونها لاستعادة ما خسروه من مناطق. إنسانيا، سُجلت حالات نزوح كبيرة من بعض أحياء تعز بفعل قصف يشنه المسلحون الحوثيون على أحياء مثل جولة القصر، ومخاوف من تردي الأوضاع الأمنية في أحياء خاضعة لسيطرة الحوثيين مثل الحوبان في شرق المدينة، وذلك بغطاء جوي من طيران التحالف العربي. وغير بعيد عن تعز سقط عدد من القتلى في انفجار استهدف مقر محافظ عدن المعين من قبل هادي بعد بسط السيطرة على المبنى، ولم يكن المحافظ متواجدا في المكان وقت وقوع الهجوم... في المقابل تمكن الحوثيون من بسط السيطرة على مدينة العلياء عاصمة مديرية بيحان في محافظة شبوة الجنوبية، وذلك بعد استقدام تعزيزات كبيرة من محافظة البيضاء، فيما صد أنصار هادي محاولات حوثية للسيطرة على مدينة عتق عاصمة شبوة . العاصمة صنعاء التي يجري الحديث الآن عن استعدادات جدية من أجل إطلاق ما وصفت بمعركة تحريرها من قبل اللجان الشعبية وبدعم من التحالف العربي، تعرضت لسلسلة غارات جوية هي الأعنف منذ أسبوعين استهدفت قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي ومعسكر الصباحة بغرب العاصمة، وذلك بالتزامن مع غارات على مواقع في منطقة أرحب بشمال صنعاء وأخرى استهدفت صعدة معقل الحوثيين في أقصى شمال البلاد، مسفرة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون. في خضم ذلك تكشف الأنباء التي تتحدث عن خطة وضعت خصيصا لاستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين عن نوايا حقيقية في هذا الشأن قد تترجم على الأرض خلال الأيام المقبلة، إذ أوردت بعض المصادر أن ما وصفت بخطة تحرير صنعاء ستتضمن إرسال قوات على الأرض مع غطاء جوي كبير قد يصار عبره إلى توجيه نحو ألف غارة جوية على مواقع تمركز الحوثيين في العاصمة ومحيطها لإجبارهم على الخروج منها. ومن بوابة اليمن الغربية قد يتعزز الحسم، وذلك بعد أن سرت أنباء عن اقتراب بوارج حربية تابعة لدول التحالف العربي ضد الحوثيين من ميناء الحديدة الاستراتيجي، هذا الميناء الذي تعرض هو الآخر لأعنف قصف جوي بعد أن أغار الطيران العربي على عدد من أرصفته، وما قيل إنها مخازن ومواقع للمسلحين الحوثيين وأنصارهم من قوات صالح.