•• لا يكاد يمر شهر.. أو حتى أسبوع واحد.. إلا ونقرأ.. أو نشاهد.. أو نسمع.. عن مقتل.. أو تغيب.. مواطن هنا أو هناك.. •• بعض هؤلاء طلبة.. وبعضهم منتمون إلى تنظيم القاعدة.. والبعض الثالث مقترف خطيئة.. حتى أصبحت سجون بعض دول الخليج.. ودول عربية.. وإسلامية أخرى.. مليئة بالعديد من (الشبان) وربما (الكبار) الذين ارتكبوا أعمالا مخالفة لقوانين تلك البلدان.. ومتجاوزة عليها.. •• وهذه الحالة.. أخذت في التفاقم في الآونة الأخيرة بشكل كبير وملموس.. ومتصاعد.. •• ومع ذلك .. فإنه لا الباحثون السعوديون ولا الجامعات ومراكز المعلومات قالت لنا: لماذا يحدث هذا؟! •• فنحن مجتمع مسلم.. ويفترض في كل من ينتمي إلى ثقافة هذا الدين أن يكون أقرب إلى الطهارة.. والرقي النفسي والبعد عن الجريمة.. •• ونحن بلد أنعم الله عليه بأوضاع اقتصادية يفترض أن تحمينا من ممارسة أي عمل قد تفرضه الفاقة.. ويدفع إليه الكفاف في العيش.. •• ونحن دولة .. ومجتمع.. يفترض أنهما لا يواجهان أي خصومة بينهما.. حتى تكون تلك الأعمال نتيجة طبيعية وتلقائية لغياب التكامل والتعاون.. والانسجام بيننا.. •• فلماذا يحدث إذن كل هذا؟! •• إن هناك ــ بكل تأكيد ــ خللا.. وخللا كبيرا .. ليس فقط في الناحية التربوية.. والنفسية.. وإنما قد يكون في الناحية الاقتصادية أيضا.. •• ولولا هذا الخلل.. لما تحولت الحالات المحدودة ــ في هذه الأيام ــ إلى ظاهرة.. ومع ذلك فإننا لا نقوم بما هو واجب علينا للتعامل معها ومعالجتها.. •• وما أراه هو .. أن الظاهرة جديرة بتخصيص كرسي علمي جاد تتبناه إحدى الجامعات وتتفرغ لوضع حلول علمية لمواجهة هذا الاتساع.. وتؤدي في أحسن الأحوال إلى تكليف جهة أو هيئة لمتابعة أوضاع المغتربين من أبنائنا في الخارج والعمل مع مختلف الجهات ذات العلاقة.. لمعالجة الظاهرة.. وشمول من تستهدفهم الهيئة المقترحة بالعلاج لأوضاع أبناء السعوديين والسعوديات في الخارج.. فهم حالة مأساوية بحد ذاتها.. •• المهم هو ألا ننتظر طويلا.. حتى لا تتحول الظاهرة إلى (كارثة) إنسانية.. واجتماعية.. وأخلاقية كبرى.. لا سمح الله. صحيفة عكاظ