كشفت مؤخرًا دراسة أعدها معهد بونيمون في أبريل الماضي أن هناك نموا بنسبة 34 في المئة في عدد الشركات والمشروعات التجارية التي تستخدم طرق التشفير لحماية اتصالاتها. ووفقًا لما نشرته بي بي سي أشار مات ريتشارد، نائب رئيس قسم المنتجات في شركة أوون كلاود OwnCloud ؛ وهي شركة لأمن البيانات، إن تزايد الأخبار عن انتشار الهجمات والاختراقات الإلكترونية لعبت دورًا رئيسًا في تزايد الطلب على الخصوصية. وجاء على رأس قائمة المهتمين بشركات حماية وأمن المعلومات ، المحامون، الذين يقوم عملهم على ثقة وخصوصية بيانات العملاء. لقد ظلت عملية تشفير المراسلات الإلكترونية لزمن طويل عملية معقدة، وتستلزم تبادل المستخدمين لمفاتيح التشفير، من أجل إجراء مراسلات آمنة. ويقول غافين كيرني، المؤسس المشارك لشركة جامبل"Jumble" لتأمين المراسلات الإلكترونية: "إنها لا تقتصر فقط على تقديم حل قابل للاستخدام من وجهة نظرنا". وحول أهمية وتأثير تلك الشركات أضاف قائلًا : "أنت لست بحاجة إلى أن تكون ميكانيكيا لكي تقود سيارة، وكذلك لكي تحقق أمنا مناسبا للمراسلات لست بحاجة لأن تعرف تعقيدات، وخوارزميات وإدارة والتحكم في مفاتيح التشفير". ومن بين شركات الحماية تميزت شركة بروتون ميل"ProtonMail"، في تقديم وتوفير خدمة تشفير المراسلات ومقرها سويسرا، وتسهيل هذه العملية. ويقول أندي يان المؤسس المشارك للشركة: "لقد انتقلنا من التشفير عن طريق الخادم إلى التشفير عن طريق العميل، وكل التشفير يحدث على أجهزة المستخدمين قبل وصول البيانات إلى خوادمنا ،وا ليس لدينا وسيلة فنية لقراءة مراسلات العملاء". الأمر الذي جعل من هذه الخدمة المنقذ لخصوصية المحامين والأطباء، والعملاء الذين يتعاملون مع بيانات حساسة وأصبحت تحظى بإقبال واسع. تبقى المخاوف من أن وكالات الاستخبارات ستجد طريقا لاختراق المراسلات المشفرة جعل النمو، الذي شهدته الخدمات القائمة على التخزين السحابي والمستخدمين المتنقلين الذين يستخدمون أجهزتهم الخاصة، أمن البيانات مسألة أكثر إلحاحا، بالنسبة للشركات والأعمال التجارية. و ولكن من المخاطر التي يمكن أن يواجهها كل منا ، هي ما تتعرض له بيناتنا الخاصة خلال تواجدنا بالمطار أو على مقهى يقدم خدمة الواي فاي المجانية، حيث إنه قد يعرض البيانات الحساسة لجهة عملك للاختراق. وهذا ما عملت على علاجه الشبكات الخاصة الافتراضية المعروفة اختصارا بـ ، VPNs ، وقد أعرب البعض عن تخوفاتهم من أن تحدث تلك العمليات التشفيرية على البيانات بطئًا ملحوظًا في سرعة الاتصالات ولكن يعد ذلك – وإن حدث – ثمنًا قليلًا مقابل تأمين الببانات الحساسة خاصة بالشركات . كانت هذه هي العقبة المبدئية أمام ويليام باور، مدير أحد متاجر التجزئة في نيوجيرسي. ويقول باور إنه حدث انخفاض طفيف في إنتاجية العاملين بمتجره، لكن "فوائد التشفير تستحق التضحيات على المدى القصير". ويقول أشيش باتل، المدير بشركة "Intel Security" إن القدرة الحاسوبية خلف تشفير المراسلات الإلكترونية في الوقت الراهن تعني أن أي تباطؤ في تدفق المراسلات المشفرة لا يكاد يذكر. مضيفًا : "إذا أرسلت إليك رسالة غير مشفرة وأخرى غير مشفرة فبمجرد أن تصلك الرسالتان وتفتحهما لن تلاحظ فرقا".