وقع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بجوبا يوم الأربعاء اتفاق سلام مع المتمردين في بلاده، في أعقاب تهديد الأمم المتحدة بفرض عقوبات على جنوب السودان بعدما أبدى تحفظات بشأن الاتفاق. ووفقا لرويترز قال سيلفا كير قبل مراسم التوقيع: إنه سيوقع رغم وجود تحفظات على بعض بنود الاتفاق. والتقى رئيس جنوب السودان سلفا كير في جوبا بقادة من دول شرق افريقيا قبل توقيعه على الاتفاق. وبحسب وكالة النباء الفرنسية وصل رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريم ديسيلين الذي استضاف في اديس ابابا اكثر من 18 شهرا من المحادثات غير المجدية صباحا الى جوبا للمشاركة في مراسم توقيع الاتفاق. وانضم الى المحادثات النائب الاول للرئيس السوداني بكري حسن صالح والرئيسان الكيني اوهورو كينياتا والاوغندي يويري موسيفيني الذي ارسل قواته الى جنوب السودان لدعم كير ويتوجب عليه سحبها خلال 45 يوما من توقيع الاتفاق. وبحسب بي بي سي سبق لزعيم المتمردين رياك مشار -النائب السابق للرئيس أن وقع على هذا الاتفاق في العاصمة الإثيوبية يوم الاثنين قبل الماضي داخل المهلة المحددة، لكن سيلفا كير رفض في البداية التوقيع على الاتفاق. ويهدف هذا الاتفاق إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار بعد 72 ساعة من توقيعه وإنهاء شهور من الحرب الأهلية الطاحنة بين فرقاء أزمة جنوب السودان، وينص على عودة مشار إلى منصبه السابق، نائبا للرئيس قبل إقالته منه بعد اتهامه بمحاولة الانقلاب على سيلفا كير، بالإضافة إلى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة خاصة بجرائم الحرب، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي. وينص الاتفاق على مغادرة جميع القوات الاجنبية المشاركة في الحرب بما فيها القوات الاوغندية التي تدعم كير خلال 45 يوما، ومنح القوات العسكرية مهلة 30 يوما للتجمع مع اسلحتهم في الثكنات، اضافة الى اجراء مراجعة امنية قبل توحيد القوات. وبدوره هدد مجلس الأمن الدولي، في اجتماع له حول الأزمة في جنوب السودان مساء الثلاثاء، بالتحرك فورا إذا لم يوقع سلفاكير اتفاق السلام لإنهاء النزاع المستمر في بلده منذ قرابة عشرين شهرا. واعلن سفير نيجيريا جوي اوغوو رئيس مجلس الامن للشهر الحالي ان الدول الاعضاء "اكدت استعدادها للتحرك فورا اذا لم يوقع الرئيس سلفا كير الاتفاق غدا كما سبق ان وعد". واضاف السفير النيجيري "سنتحرك فورا اذا لم يوقع الاتفاق او اذا وقع الاتفاق مع تحفظات". وحذر الاتحاد الافريقي الاربعاء من انه يجب عدم توقيع الاتفاق فقط وانما تطبيقه، داعيا الطرفين الى "الالتزام بالمصالحة الصادقة (...) ووضع مصالح جنوب السودان وشعبه فوق كل شيء وكانت الولايات المتحدة تقدمت بمشروع قرار ينص على فرض حظر أسلحة، وعقوبات على جنوب السودان في حالة لم يوقع سلفاكير الاتفاق. غير أن روسيا والصين وبعض الدول الأفريقية تحفظت عليه، وخاصة ما يتعلق بفرض العقوبات على الشخصيات التي تتهم بعرقلة الاتفاق، وبالتهديد بتجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر. وقالت مبعوثة الامم المتحدة إلى جنوب السودان ايلين مارغريت لوي امام المجلس ان اتفاق السلام سيشكل اذا وقع الاربعاء "خطوة اولى فقط"، محذرة من ان السلام والاستقرار والازدهار لن تتحقق في جنوب السودان بين ليلة وضحاها. واكدت انه يجب الاهتمام بالقتال بين المجموعات الاتنية الذي يبلغ درجة من العنف مماثلة للنزاع بين معسكري كير ومشار. وبدأت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما اثار موجة من اعمال العنف امتدت من جوبا الى كل انحاء البلاد واتخذت احيانا طابعا اتنيا وشهدت ممارسات وحشية. وتم ابرام سبعة اتفاقات لوقف اطلاق النار الا انها جميعها انهارت خلال ايام واحيانا ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011. ويحتاج اكثر من 70 %من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) الى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الامم المتحدة التي حذرت من ان بعض المناطق مهددة بالمجاعة.