«دبي مول» قارة معشوشبة بالأشواق، مسكونة بالأنساق، وأناشيد العشاق، هنا في هذا المكان، في هذا الزمان، الحب بمذاق الزيتون والرمان يقطن الإنسان، تقطن الأزهار في البستان، وعند الهضاب والوديان طيور بأجنحة الفرح ووجوه تتساقى الابتسامات يافعات يانعات رائعات مبدعات في الإشراقة، حيث الليل يسقط مصابيحه نجوماً، والنسيم يزف أخباره عند ورديات الوجنات، وعند أحلام الناس، وعشاق الترف الرفيع في مدينة أيقظت الوعي صباحاً وتمشت في الدنيا فريدة عتيدة مجيدة، متناهية في العظمة، لا سواها لا يدانيها لا يحاذيها شيء سواها قبلاتها من نور كوني، طوق الأحداق والأعناق بالأشواق وأعطى وأجزل حتى باتت مدينة تطفو على بحر الوجود كأنها الطير بأجنحة الفرادة، كأنها الحلم في مخيلة ولي صالح، كأنها الفيلسوف المحتدم وعياً بالمعرفة، كأنها القصيدة المدوزنة بوزن وقافية وفلسفة. «دبي مول» مكان في الأرض ما بين العشب والسحب، ما بين الصخب والنجب، ما بين الرحب والشهب، ما بين القلب والقلب وريد وشريان يحكيان عن رواية في هذا الزمان. لم تكتب بالحروف، وإنما هي من نسل فكرة أعطاها المفكر وقفة ووثبة، وخطوة ورهبة حتى صارت في المكان الكوكب الدري، يسترخي على أريكة الدهر، ويمنح العيون شعاعاً، ويراعاً، ومن تأخذه موجة اللهفة إلى هناك تنمو في خلاياه، خلايا دم جديدة وأحلام فريدة. وتنمو فكراً وسحراً، حتى تبدو الحياة، وكأنها الاكتشاف الأول، لكوكب يستقر ما بين الصحراء والبحر، ويفضي إلى عوالم أشد دهشة من القصيدة وأعظم رهبة في قصص الخيال العلمي. «دبي مول» هنا قصة النشوء والارتقاء، هنا بداية التكوين وذروة التصوير، هنا النقش على الأرض، وزخرفة الفضاء، هنا أجنحة الفراشات تداعب الوجنات والخصلات، هنا الأشياء مبهرة ساحرة، زاخرة بالمعاني والدلالة، هنا سيمفونية المكان وإلياذة الأسطورة الخالدة تسرد ما جاش في خاطر المفكر، وما أجاد وجود وجدد من أجل وجود يجيد قراءة المحسنات البديعية، فهذه دبي.. والمول شامة على خد حسناء. من جريدة الاتحاد