وصفت الكاتبة المصرية مريم نعوم النص الأدبي بحجر الأساس، قائلة ما أفعله هو شيء من التأويل الفني للنص الأدبي حيث اهضم النص ثم اضعه في الدرج واعيد صياغته دراميا بعيدا عن الترجمة الحرفية-الأمينة، وربما يتقاطع العمل الدرامي مع النص المأخوذ عنه في بعض المواضع. وفي مقابلة مع رويترز أضافت أنّ المقارنة أحيانًا تكون واردة ومتوقعة.. ويحلو للبعض أن يعقدها بين الدراما والأصل الأدبي ولكن هذين النوعين من الفنون سيتعرض أحدهما للظلم بسبب مثل هذه المقارنة. وقالت: لا أعمل على النصوص ولكنها تفجر شيئًا ما أو اهتمامًا يجعلني ابني على النص الأدبي نصًا دراميًا. وترى نعوم أن السيناريو يتيح مساحة من المرونة بإعادة القراءة والتأويل للرواية الأدبية وتستشهد برواية (ذات) التي ترصد جانبًا من التحولات الاجتماعية المترتبة على سياسة الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات والثمانينيات حيث تناول المسلسل التلفزيوني قضايا أخرى في وقت لم تدركه الرواية التي صدرت عام 1992. وربط المسلسل ميلاد البطلة (ذات) ببداية مرحلة سياسية واستمر معها إلى ما بعد الأحداث التي رصدتها الرواية ولا يشعر المشاهد الذي لم يقرأ الرواية بغرابة حيث تم خلق حياة موازية مستمدة من روح الرواية ولكنها تنتمي إلى الدراما. وتشير الكاتبة المصرية إلى أنّ لكل عمل سياقه ومنطقه الخاص به وما يعنيها هو الصدق الذي يتحقق في الكتابة ويترجم في المسلسل حين يتم إنتاجه فيصل إلى المشاهد مهما يكن هذا الصدق جارحًا. ولفتت نعوم إلى أنها تعمل على سيناريو (واحة الغروب) الذي يتوقع عرضه العام المقبل وربما يصنفه البعض كعمل تاريخي.. موضحة أنها لا يعنيها التصنيف. وقالت: إن المسلسل المأخوذ عن رواية (واحة الغروب) للكاتب بهاء طاهر يستعرض الفترة التي تلت الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 بعد هزيمة الثورة العرابية وتدور أحداثه في واحة سيوة في شمال غربي البلاد. وأضافت أن الواحة البعيدة وغير المعروفة لكثيرين ستكون بطلا للمسلسل رغم ندرة المراجع التاريخية عنها وأن هذا سيكون نوعا آخر من التحدي وتجدر الإشارة إلى أنّ المسلسل التلفزيوني (تحت السيطرة) الذي كتبته مريم نعوم وعرض في الآونة الأخيرة لم يكن مأخوذا من نص أدبي مثل العملين السابقين وبعدهما مسلسل (سجن النسا) عام 2014 الذي كتبت له المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار عن مسرحية للكاتبة المصرية فتحية العسال. وتناول مسلسل (تحت السيطرة) قضية إدمان المخدرات بجرأة فنية واعتبره كثير من النقاد أكثر عمقا وإنسانية من أعمال سينمائية مالت إلى الميلودراما، واعترضت عليه نقابة المرشدين السياحيين ورأت أنه "يشوه صورة المرشدين السياحيين" نظرا لأن أحد أبطاله مرشد سياحي مدمن يضطر تحت وطأة احتاجه إلى المال إلى الاحتيال على السائحين. وقالت المؤلفة إن الاعتراض حق لأي إنسان أو نقابة ولكن حق الإبداع مكفول أيضا.. ما يعنيني أنني أراعي ضميري المهني أثناء الكتابة واحترم من يعترض مادام ذلك لا يصل إلى درجة المصادرة. وكان فيلم (واحد - صفر) -الذي عرض عام 2009 ونال جوائز كثيرة في مقدمتها السيناريو من مهرجانات عربية وأجنبية- أول أعمالها ثم كتبت عام 2013 السيناريو والمعالجة الدرامية للمسلسل التلفزيوني (موجة حارة) عن رواية الكاتب أسامة أنور عكاشة (منخفض الهند الموسمي) وفي العام نفسه كتبت السيناريو والحوار لمسلسل (بنت اسمها ذات) عن رواية (ذات) للكاتب صنع الله إبراهيم. وحظي مسلسل (بنت اسمها ذات) بشهرة عريضة نظرا لاستعراضه بعمق التحولات الاجتماعية في مصر طوال 59 عاما حيث تبدأ أحداثه في الساعة السابعة إلا ربعا من صباح 23 يوليو 1952 بقيام الثورة التي أنهت الحكم الملكي وينتهي في 25 يناير 2011 باندلاع الاحتجاجات الحاشدة التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحكم.