بما أنني شربت من نيلها، ومشيت في حواريها، واستنشقت دخان سياراتها، وشربت (المعسل) في مقاهيها، وأكلت خبزها (أبو شيلن)، و(أبو جنيه) فأستطيع بكامل قواي العقلية أو الذي تبقى منها على الأقل أن أحدثك عنها وعن أوضاعها بحكم أنها وطن ثانٍ لي، بل إنها وطن ثانٍ للأمة العربية جميعهاً. عمن أتحدث؟... عن أم الدنيا. وكما يقول المثل «اللي ملوش خير في أمه ملوش خير في حد»، ومن هذا المنطلق أردت أن أوضح لأبناء وطني ماذا يحدث بالتحديد في أم الدنيا. كان يا ما كان حزب وطني وإخوان، أعداء في السياسة شركاء في الاقتصاد والفساد والطغيان، يجلسون على موائد التفاوض ودوائر الانتخابات والشعب له الرحمن، حدثت ثورة بريئة من شعب كثير منه جوعان وعطشان، وكانت الموجة عالية فغرق الحزب الوطني وركب الموجة الإخوان، وأسقطوا وزارة الداخلية وأقسام الشرطة في كل مكان، وسمحت الجماعة للإرهاب بدخول الأوطان، وأرادت أن تضغط على الدولة وتضعها بين المطرقة والسندان، وقبل ذلك كانت خططا من هذا النوع نجحت في العراق وليبيا وسورية واليمن ولبنان، حيث يُستغل الدين أو المذهب لقتل الإنسان، ولكن لأنها أم الدنيا ظهر فيها «دكر» وضعهم جميعاً في اللومان، ونشر الجيش على الحدود وفي الشوارع وفي الميدان، وحارب الإرهاب وضبط الأمن ونشر الأمان، أما الوضع الآن فيحدث أن تقوم «داعش» بتفجير هنا وهناك لقتل الإنسان، صحيح أن «داعش» ليست الإخوان، ولكنهم هم من سمحوا لهم بدخول الأراضي والبراري والفرجان. ولا أنكر أن الوضع الاقتصادي لا يدر الياقوت والمرجان، وأن الشعب يسير محني الظهر والأركان، ولكن لأنها ذكرت في القرآن بأنها أرض الأمن والأمان، فستعود يوماً ما أحسن مما كان. ولا يغرنك ما يقال على كل قناة أو على كل لسان، وربما يتوجب عليَّ الاعتراف هنا أنني كنت هذا اللسان، وكنت أقذف بيوت الآخرين بالحجارة بينما بيتي أوهن من بيت العنكبوت وأبو قردان، ولكن رغبة مني في اتباع الدليل والبرهان، فقد قادني الدليل هذه المرة إلى هذا العنوان. ولا أريد من جماعة الإخوان في الكويت أن يغضبوا من هذا البيان، لأننا تعودنا منكم أنكم تقولون أننا جماعة لا علاقة لها بالمكتب العالمي للإخوان، وأنكم ذو توجه مستقل يخدم الأوطان.. فهل أنا غلطان؟ وأريد أن أقول لشعب أرض الكنانة الذي يتابع أحداث الكويت وهو خائف عليها وحيران، صحيح أن مصر أم الدنيا ولكن الكويت «أد الدنيا» وزيادة كمان، وشعبها الشريف المخلص سيقف في وجه الشيطان أو الجان..أو حتى إيران، ورجال الداخلية يحرسونها من العبدلي إلى الوفرة مرورا بالدسمة والرميثية وخيطان، وجيشها يصد عنها العدوان، ولا يقولن قائل ماذا عن أحداث الغزو الجبان، لأننا سنقول له (ده كان زمان..وقول للزمان ارجع يا زمان). وعاشت الكويت وعاش أميرها وشعبها شامة وقامة فوق جميع الأوطان. هذه رسالة من راجي عفو ربه وحفظ بلده محمد العطوان. **** قصة قصيرة: قال له: مقالتك مليئة بالبهتان. فرد عليه: أنظر حولك... فإذا لم تستفد من أخبار الجيران... فاضرب رأسك في أقرب الجدران.