2015-10-10 

الكويتيون... الأكثر «إنفاقاً»!

تركي العازمي

نقلت بعض وكالات الأخبار قبل أيام معلومة صادرة عن هيئة السياحة البريطانية جاء فيها «أن السياح الكويتيين الأكثر إنفاقا (أعلى المتسوقين) بمتوسط إنفاق أعلى 12 مرة من السياح الفرنسيين... والمسافرون من أميركا والاتحاد الأوروبي يشكلون 3 أرباع الزوار». من الوهلة الأولى٬ بدا الخبر عادياً بالنسبة لي لأن «ربعنا» يعشقون لندن وهي الوجهة الأولى لأكثر السياح الكويتيين... لكنني وجدت الخبر فرصة لكتابة مقال اليوم حيث إن الكويتيين بطبيعتهم وحسب المعطيات يعتبرون الأكثر «إنفاقا»: كيف؟ انظروا للدول المحيطة بنا وحاولوا التجرد من أي مؤثرات جانبية وقوموا بعمل مقارنة بين طريقة إدارة منشآتنا والطرق التي يدير بها إخواننا في الدول المجاورة نفس المنشآت وعندئذ ستعلمون السبب في وصفي لأحبتنا بأنهم الأكثر إنفاقا. في الإمارات على سبيل المثال٬ تتنوع مصادر الدخل ونحن مازلنا نعتمد على مصدر النفط خاصة في ظل الاستثمارات الخارجية التي تجاوزاتها لا تعد ولا تحصى وهناك لجان تحقيق في مجلس الأمة شكلت لبحثها. في الامارات٬ تستطيع نقل ملكية العقار خلال دقائق، وعند موظف واحد فقط يحضر البائع والمشتري وتتم طباعة نقل الملكية وينتهي الأمر! في الإمارات٬ المطار غير.. الصحة لديهم أعطت الأولوية للإماراتيين في الرعاية الصحية ولديها مراكز طبية يذهب لها بعض أحبتنا. في الإمارات.. لديهم جامعات محترمة تصدرت قائمة أفضل الجامعات والتعليم لديهم متميز. في كل شيء تميز به أحبتنا من حولنا ونحن لو عدنا إلى عقود مضت خاصة في حقبة السبعينات فسنرى أننا كنا نملك الريادة في كل شيء، وكثيرة هي المبادرات التي رسمت في الكويت وطبقت في الدول المجاورة والحسد هو السبب الرئيسي. المراد من هذا المقال٬ أننا عندما ننتقد لأسباب منطقية على رأسها حبنا لهذا الوطن وتطلعنا لمن يسمع صوتنا المحايد لعل وعسى أن تنجلي الغمة عن الأمة وتفيق من تدهور أداء المؤسسات لدينا. إن أجمل ما في الإنسان٬ عندما يكون صادقاً مع نفسه ومع غيره ولا ضرر ولا ضرار كما يقولون. أحياناً تحاول أن تفعل مبدأ «سدد وقارب» تأسياً بالحديث الشريف وهنا يعتبره البعض مداهنة أو ضعفاً بينما هو مبدأ يراد منه عدم بلوغ مواضيع خلافية حد الفرقة كما هو حاصل الآن. إن تحدثت عن القصور.. قالوا عنك «متشائم» النظرة أو «متحامل» وأنت في واقع الحال تقارن نفسك بمنشآت كانت تدار بشكل أكثر احترافية، وعندما دخل «النفاق» في طريقة عرضنا تدهورت منشآتنا بما فيها الرياضة التي تعد من أبسط الأمور الممكن إدارتها والنجاح فيها لو خلصت النوايا. نحن أكثر نفاقا في تقييمنا للأمور... إذا أخطأ قريب منا صاحت الحناجر متضامنة مع المخطئ وأعني بقريب إما قريب من ناحية صلة القربى أو قريب من ناحية الكتلة التي ننتمي لها، أو المصلحة التي تربطنا مع المخطئ مع أن الخطأ يبقى خطأ بغض النظر عن أي أمر آخر. والسؤال الذي نطرحه للجميع هو... اترك عنك معدل التسوق في لندن أو غيرها من العواصم: هل نحن في مقدمة الركب أم في ذيل القائمة عند قياس طريقة إدارة المنشآت في البلدان التي نزورها والطريقة المتبعة لدينا؟ لا تنافق ولا تجامل.. أرجوك وبعدها ستعلم لماذ كتبت هذا المقال؟ لذلك٬ نتمنى أن نصحو من غفلتنا والتيه الاجتماعي٬ الاقتصادي٬ التعليمي٬ الصحي٬ والخدماتي الذي نعيشه وهو لن يحصل ما لم نستمع وبإخلاص للأصوات المنادية بحيادية للإصلاح... والله المستعان!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه