جنودنا من أبناء هذا الوطن، وأشقاؤنا في دول الخليج الذين استشهدوا في ميدان الشرف ومعركة العروبة في اليمن، لن يبعث في نفوس رفاقهم على الجبهة إلا حماساً، ولن يزيدهم إلا إصراراً على تحقيق النصر يبذلون في سبيل ذلك العرق والدم. إن مصاب أهلنا في الإمارات والبحرين هو مصابنا جميعاً، فهذه الحرب كشفت عن معدن الأُخوّة التي لطالما تغنينا بها بعدما اختلطت دماؤنا في هذه المعركة وتخضبت الأرض بدم الشهداء الذين قضوا وهم يؤدون واجبهم تجاه دينهم ووطنهم دفاعاً عن عروبة الأرض التي خرج منها أبناء يعرب. الدم الذي أريق في هذه المعركة، والانتصارات التي حُققت، درسٌ يجب أن يعيه أبناء الخليج، ويدركوا مقاصده، وأن قيمة تماسكهم وتكاتفهم ووحدة أرضهم غالية، وأن فرقتهم وانكسارهم وانهزامهم أمام أعدائنا خسارة ستكلفهم أكثر مما بذلوا.. المشهد المهيب الذي شيّع فيه شهداء مأرب، والتعازي التي تبادلها أبناء الخليج قيادة وشعباً، والكلام الذي تحدث به وأسمعه ذوو الشهداء لمواطني دول المجلس والإخوة العرب درس آخر في حب الوطن وتقديم الغالي من أجله. نعم الحزن على من فقدناهم كبير، لكن مواساة أبناء الخليج لبعضهم، والتفافهم حول قيادتهم يوغر قلوب الأعداء، ويُشعرهم أنهم أمام قامات عصية على الانكسار، ونفوس لا ترضى إلا بالنصر. إرث المحبة والتقدير الموجود في قلوبنا تجاه بعضنا كبير ورغم قساوة الحدث إلا أنه كشف عن مشاعر ربما لم يسمح الوقت بأن نكشفها لبعضنا، في مواقع التواصل الاجتماعي التي يغلب على مستخدميها فئة الشباب الذين هم في واقع الأمر السواد الأعظم من أبناء وبنات الخليج، زايدَ الخليجيون على حب بعضهم ووعيهم بطبيعة الحروب، مؤمنين بمصيرهم الواحد، لذا سمعنا القيادات السياسية تؤكد على المساندة حتى الانتصار من أجل العرب ومن أجل من استشهدوا دفاعاً عن دينهم ووطنهم وعروبتهم.