2015-10-10 

ويلات يرويها الاجئون خلال رحلتهم من سوريا إلى أوروبا

بي بي سي

يواجه الآلاف من المهاجرين السوريين الويلات خلال محاولتهم النجاة بأرواحهم وتوفير حياة كريمة لأطفالهم، حكايات من العذاب يرويها أصحابها . وبحسب بي بي سي يؤكد حسام أنّ الوضع كان صعبا جدا في سوريا، كان القصف ليل نهار وكان البقاء يعني الموت. قررت الخروج، فتوجهت برفقة أسرتي الصغيرة المكونة من زوجتي وأولادي من سوريا إلى الأردن ثم لبنان ثم تركيا، وحاولت من تركيا أكثر من مرة التوجه إلى أوروبا، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، فقررت التوجه إلى مصر. كل ما كنت أصبو إليه هو الحصول على عمل يوفر لي دخلا يقيني السؤال. حاولت ذلك في مصر فلم أنجح فحاولت الهروب إلى أوروبا ولكن تم القبض علي وترحيلي إلى تركيا. الأسعار كانت مرتفعة في تركيا فلم اتمكن من الإقامة فقررت العودة إلى سوريا، وهناك أصبحت الامور أسوء وزاد القصف على المنطقة التي كنت أقيم بها، فقررت الخروج مرة أخرى. وفي هذه المرة توجهت إلى لبنان ثم ماليزيا ثم اليمن رغبة في التوجه إلى السعودية حيث يعمل والدي، والذي أرسل دعوة لي وللعائلة للانضمام إليه. وتمت الموافقة على طلب الزوجة والأولاد ورفض طلبي. أرسلت الزوجة والاولاد إلى السعودية وقررت محاولة الوصول إلى أوروبا مرة أخرى. فتوجهت من اليمن إلى تركيا للمرة الثالثة ومنها إلى اليونان ثم إيطاليا ثم فرنسا، ثم حاولت التوجه إلى بريطانيا ولكني لم أتمكن فقررت التوجه إلى ألمانيا مرورا ببلجيكا. لم أشعر على الاطلاق بالراحة في ألمانيا، وبعد ذلك علمت أن أصدقائي في فرنسا تمكنوا من العبور إلى بريطانيا، فقررت العودة إلى فرنسا مرة أخرى محاولا الوصول إلى بريطانيا وهذا ما نجحت به في النهاية. خلال رحلتي في كل تلك الدول التي مررت بها كنت أهدف إلى شيء واحد، وهو حماية أسرتي والحصول على عمل يتيح لي توفير مسكن ومأكل للأسرة. الآن أنا في بريطانيا وتمكنت من لم شمل عائلتي. أعمل في الوقت الراهن على تحسين لغتي الإنجليزية من أجل الدراسة وإكمال حياتي. أصعب لحظة مرت علي كانت في طريقي من تركيا إلى اليونان عبر قارب، إذ تعطل القارب في منتصف الطريق فلا يمكنني العودة إلى تركيا ولا استكمال الطريق إلى اليونان في ظل برودة قاسية جدا ثم بدأ الماء يتسرب إلى القارب، هنا تذكرت أولادي شعرت أنها النهاية وقلت لنفسي لماذا لم أظل برفقة عائلتي بدلا من الموت هكذا وتركهم بمفردهم؟ ولكن الله سلم وتكمنت من الوصول إلى اليونان. ويقول أحمد اليوسف - لاجئ سوري في النمسا، تمكنت من الفرار من سوريا إلى تركيا. وفي تركيا، تحديدا من مدينة "مرسين"، استقليت مركبا كان طوله 76 مترا وكان عليه نحو 400 شخص قاصدا اليونان. تعطل المركب في الطريق بعد قبرص وظللنا في البحر 6 أو 7 أيام يتقاذفنا الموج إلى أن رسا المركب بنا بقرب سواحل قبرص التركية. هناك استقبلنا حرس السواحل وكانت معاملتهم جيدة وتمت إعادتنا إلى مدينة "مرسين" مرة أخرى حيث بدأت رحلتنا. بعد ذلك حاولت ثلاث مرات أخرى التوجه إلى أوروبا، ولم أنجح إلا في الرابعة عن طريق البحر أيضا في مركب كان على متنه نحو 450 شخصا، وظل في البحر 10 أيام إلى أن وصلنا إلى إيطاليا. ومن إيطاليا عن طريق السكك الحديدية تمكنت من الوصول بمفردي إلى النمسا، إذ أن عائلتي مازالت في سوريا. أتعلم الآن اللغة الألمانية بالرغم من صعوبتها بالنسبة لي. وما يشغل بالي حاليا هو محاولة احضار عائلتي إلى النمسا. بعد ذلك، أفكر في عمل مشروع زراعي إذ أني لا أرغب في أن أكون عبئا على الدولة المضيفة. أحاول مساعدة اللاجئين الجدد، وأذهب لاستقبالهم في محطة القطار، ولكني ألاحظ أن أعدادا كبيرة من اللاجئين الوافدين ليسوا سوريين ويستخدمون أوراقا ثبوتية ووثائق سفر مزيفة ليتمكنوا من الحصول على حق اللجوء. من مشاهداتي، أعداد السوريين الوافدين لا تتجاوز 10% والبقية من دول أخرى. أصعب لحظة في حياتي كلها كانت على متن المركب الأول، ففي لحظة شعر الجميع بالنهاية وبدأوا توصية بعضهم البعض، وكانت هناك أم تحتضن طفلها بقوة في ما بدا أنه استعداد للموت. الموقف كان صعبا للغاية، وتذكرت زوجتي وأولادي الثلاثة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه