أغلقت قوات الأمن اللبنانية وسط بيروت اليوم الأربعاء فيما اجتمع ساسة البلاد بهدف مناقشة سبل الخروج من أزمة سياسية أصابت الحكومة بالشلل وفجرت احتجاجات في الشوارع. بينما توافدت مجموعات من اللبنانيين الى وسط العاصمة مرة جديدة الاربعاء للتظاهر ضد فساد الطبقة السياسية التي عقد اقطابها جلسة حوار تحت ضغط الشارع، بحثوا خلالها في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ سنة واريعة اشهر، من دون الخروج بنتيجة فورية. وتتزامن الاحتجاجات مع "الحوار الوطني" الذي دعا له رئيس البرلمان نبيه بري. ودعا رئيس الوزراء تمام سلام الذي تكافح حكومته لاتخاذ القرارات الأساسية الساسة لأن "يساهموا بفعالية وإيجابية لإنجاح هذا الحوار. لمساعدتنا في الخروج من هذه الأزمة المستفحلة حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية." كما دعا أيضا إلى اجتماع طارئ للحكومة في وقت لاحق يوم الأربعاء لمناقشة مشكلة القمامة التي قال إنها بحاجة لحل فوري. وبحسب رويترز اصطف مئات الجنود في مداخل وسط بيروت في وقت مبكر من صباح يوم الاربعاء ليغلقوا المنطقة التي يوجد بها مبنى البرلمان حيث بدأ الحوار الوطني الساعة 11 صباحا. وقال مروان معلوف أحد مؤسسي حملة (طلعت ريحتكم) لوكالة فرانس برس إن هذه الحكومة تخاف شعبها وتغلق الطرق للبرلمان وهو المؤسسة الدستورية للبلاد داعيا إلى التظاهر أمام المبنى. وتجمع عدد صغير من المتظاهرين في ظل درجة حرارة مرتفعة وعاصفة ترابية مستمرة لليوم الثاني على التوالي. ونقل عن بري قوله إن الرئاسة ستكون الموضوع الأول على جدول أعمال الحوار. ولكن رويترز نقلت عن الوكالة الوطنية للإعلام نسبت إلى السياسي الماروني سمير جعجع أحد مرشحي الرئاسة قوله إن الحوار لن يحل أي شيء الأمر الذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحوار. وبدأت الحركة الاحتجاجية في لبنان على خلفية ازمة نفايات تكدست في الشوارع ولم تتمكن الحكومة بعد شهرين من حلها، وتهاجم الحملة "فساد الطبقة السياسية" وعجزها عن التعامل مع مشاكل معيشية مزمنة. واضيفت ازمة النفايات الى ازمة سياسية ناجمة عن شغور موقع رئاسة الجمهورية وتوترات امنية متقطعة على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، ما اعطى مجلس النواب ذريعة لتجديد ولايته مرتين. وبحسب بي بي سي انتهت الجلسة ببيان مقتضب تلاه الامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر وجاء فيه انه تم "تحديد موعد الجلسة (المقبلة) للحوار ظهر الأربعاء في 16 سبتمبر". وأفادت وكالة دويتش فيله للأنباء أنه في ساحة الشهداء البعيدة مئات الامتار عن البرلمان، حمل متظاهرون آخرون اعلاما لبنانية وهتفوا "صرخة صرخة ثورية، كل الوزرا حراميي"، و"ما بتنفع طاولة حوار، الشعب اللبناني منو حمار". وتتالف وتضم حكومة سلام جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحركة المستقبل التي يقودها السياسي السني المدعوم من السعودية سعد الحريري إلى جانب أحزاب مسيحية متنافسة. وقال الناشط طارق الملاح من مجموعة "طلعت ريحتكم" لوكالة فرانس برس من ساحة الشهداء "انهم يتفقون علينا. الحوار كذب على الناس". ويوجود في لبنان انقسام شديد بين اللبنانيين بين قوتين رئيسيتين: قوى 14 آذار التي تضم بشكل اساسي تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحليفه المسيحي حزب القوات اللبنانية، وقوى 8 آذار التي تضم حزب الله الشيعي وحليفه المسيحي التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون. ويقاطع نواب حزب الله وحلفاؤه جلسات انتخاب رئيس، ما يحول دون اكتمال النصاب. ومن ابرز المشاركين في حوار الاربعاء الى جانب بري وسلام، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ممثلا تيار المستقبل والزعيم المسيحي ميشال عون ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ويقاطع حزب القوات اللبنانية جلسة الحوار لانه "مضيعة للوقت"، بحسب قول رئيسه سمير جعجع قبل ايام.