يسلط نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كتابه "رحلة في الذاكرة" الضوء على الاحتجاجات الشعبية العربية، ومستقبلها، وحصادها، ونقاط ضعفها. ويراهن الكاتب على نجاح الاحتجاجات الشعبية العربية في تحقيق أهدافها وفي مقدمتها قضية الديمقراطية. وبحسب رويترز يؤكد حواتمه في كتاب رحلة في الذاكرة أنّ الانتفاضات والثورات والحراكات الشعبية ستنتصر وستتسع ولن يفر منها أي نظام عربي لأن مطالب الشعوب مستحقة. ويوضح أنّ نقطة الضعف الرئيسية والمصيرية في الاحتجاجات العربية تكمن في عدم وجود قيادة موحدة لملايين المحتجين ممن احتشدوا في الميادين من مختلف الطبقات والانتماءات والفئات العمرية. ويستشهد على ما يقول بما جرى في مصر ففي ضوء غياب القيادة تم اللعب بهذه الملايين وأفرغت ثورة 25 يناير 2011 في مصر من مضمونها مما أدى إلى ثورة 30 يونيو 2013 والآن جرت انتخابات جديدة عليها أن تقدم استحقاقات للشعب. ويشدد حواتمة على ضرورة "تنظيف البيت من الداخل" في الحالة الثورية العربية للتخلص من الاستبداد والفساد والانتقال إلى الديمقراطية الفعلية التي يراها ثمرة ما يسميه الزلزال العربي. ويضيف في "رحلة في الذاكرة" أن لدى كل البلاد العربية موروثا من الفساد والاستبداد والبعد عن روح العصر وغيرها من العوامل التي يقول إنها تحاصر العقلانية والمعرفة وتدعم فتاوى العصور الوسطى وتفضل النقل على العقل ويشبه تحالف السلطة ورأس المال بـزواج المتعة يهدف إلى تقاسم السلطة والمال والنفوذ بين أعمدة تحالف طبقي، يتهمه بالاستغلال والوقوف ضد استحقاقات الشعوب العربية في الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وبحسب رويترز ينصح الأمين االعام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعدم استخدام مصطلح الربيع العربي معللًا ذلك لما تمتكله البلدان العربية من صحراء الاستبداد والفساد والتصحر الثقافي والمعرفي، قائلًا: الغرب يريد ربيعًا عربيًا محدودًا لديه مساحات محدودة من الحرية لضمان استمرار السياسات الاقتصادية القائمة التي تدور في فلك المركز الرأسمالي المعولم ويربط حواتمة التقدم بانطلاق العقل والخصام مع النقل ويبيّن أن 22 دولة عربية لا توجد بينها دولة واحدة دخلت عصر الثورة الصناعية وإنها ما زالت في عصر ما قبل الحداثة، وعصر الحداثة يقصد به عصر الصناعة وإنتاج المعرفة وهو ما يتجاوز ارتداء الملابس الأوروبية أو استيراد المصانع من الشرق والغرب. ويضيف أن 57 دولة عربية ومسلمة لم تدخل حتى الآن إلى العصر الحديث باستثناء دولة واحدة دخلت إلى.. عالم الثورة الصناعية والحداثة وهي ماليزيا فقط" وإن الطريق إلى الانخراط في عصر إنتاج المعرفة يرتبط بتحقيق الديمقراطية واحترام قوانين تؤمن الشراكة الوطنية لكل التيارات والمكونات. يشكل الكتاب 194 صفحة متوسطة القطع أصدرته دار الثقافة الجديدة في القاهرة ويحمل عنوانا فرعيا طويلا هو (قضايا ثورات التحرر الوطني العربية. الحراكات والأدوار في مسار النضال. الأزمات.. ثورات عربية. الثورة والقوى المضادة للثورة في الميدان). وتجدر الإشارة إلى أنّ حواتمة الذي ولد في نوفمبر 1935 يشغل منصب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي أسسها عام 1969. ورغم انشغال حواتمة بالعمل الحركي الميداني فإن له أكثر من 20 كتابا منها (المقاومة الفلسطينية والأوضاع العربية) الصادر عام 1969 و(منظمة التحرير الفلسطينية بين القرار الوطني والتنازلات اليمينية) 1977 و(أوسلو والسلام الآخر المتوازن) 1999 و(أبعد من أوسلو.. فلسطين إلى أين؟) في عام 2000 و(الانتفاضة – الاستعصاء.. فلسطين إلى أين؟) 2005 و(اليسار العربي.. رؤيا النهوض الكبير) الصادر في 2009.