2015-10-10 

رحلة الـ4 آلاف كيلومتر

عبد العزيز السويد

في رحلته السياحية الداخلية قطع أحد الأصدقاء أربعة آلاف كيلومتر بسيارته الصغيرة وبعد العودة إلى الرياض لم يستقر في ذهنه سوى صور سلبية، تلاشت صور المناظر الطبيعية الجميلة والطقس المنعش في مقابل حرارة العاصمة، وصاحبنا رجل «مدقدق» يغوص في التفاصيل بفضول الخبير المجرب، ولم تدهشني الملاحظات مع أنني لم أقف عليها إلا أنها معروفة منذ سنوات طويلة، والكشف الجديد أن لا تغيير يذكر مع كل ما طرح وقيل من جهود. ترك الأمور والظواهر السلبية على ما هي عليه يزيد من تضخمها حتى لو سلطت عليها الأضواء الإعلامية ردحاً من الزمن. قال مشجع السياحة الداخلية إن النظافة العامة في حال سيئة لا تصدق سواء في المتنزهات البرية أم على الطريق، والإهمال حاضر والمفارقة أن الإمكانات موجودة! والثمن تدفعه سلامة البيئة. وأعاد إلى السطح قضية دورات المياه العامة وشبه العامة في المطاعم والمحطات وأحوالها المعروفة طوال الطريق، والخلاصة أنه لم يتغير شيء يذكر على رغم طول الفترة الزمنية التي سلطت الأضواء على هذه القضية لتصبح قضية رأي عام مع مشاركة رسمية! أما عن السكن فحدث ولا حرج، والمسألة ليست في غلاء أسعار بل في نوع السكن و«حسن» الخدمة، ومن الطرائف أن صاحبنا حينما يصل إلى مدينة أو بلدة يسأل عن أفضل سكن متوافر ولا بد من أن يعثر على شيء ما، الشقق المفروشة الرخامية بمداخلها البراقة لا يستغرب أن نافذة الغرفة فيها صورية، أي ستارة من دون نافذة، ربما نسيها المقاول، وعامل واحد يخدم بناية كاملة! المواقع جميلة ويبدو أن بعض تجار السياحة يضعون أيديهم على مواقع ممتازة ليتم إحياؤها بالعمران لكن لا يقدمون خدمة معقولة في حدها الأدنى. اختصرت «الكثير» مما قاله لي الصديق فهو لم يكن يرغب إلا في عرض ملاحظاته «الدقيقة» على المسؤولين في وزارة البلديات وهيئة السياحة، مراقب بالمجان قام برحلة طويلة وسيقدم من المعلومات ما لن تقدمه لجان رسمية ولا مكاتب استشارات «عالمية»! صحيفة الحياة

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه