2015-10-10 

انهيار جليدي بجبال الألب ينذر بكارثة بيئية

فرانس 24

حذر خبراء من أن تفكك قمم جبال الألب وانهيارها عرف معدلا قياسيا عام 2015 بسبب ذوبان المساحات الجليدية. سجل تفكك قمم الجبال وانهيارها في الألب معدلا قياسيا عام 2015، وهو الأعلى منذ عشرين عاما، بسبب ذوبان المساحات الجليدية، ويعود ذلك إلى الاحترار المناخي، حيث بلغ عدد الانهيارات المسجلة في مرتفعات "مون بلان" 150 انهيارا منذ بداية الصيف الحالي، بحسب لودفيك رافانيل المسؤول عن الأبحاث في مختبرات أديتيم. ويقول لودفيك رافانيل "لا ينبغي النظر إلى الجبال العالية على أنها كتل متماسكة، بل هي غالبا ما تكون عبارة عن كتل صخرية يرصها الجليد على بعضها، فإذا ذاب الجليد تتعرض للاضطراب". ويعود السبب في هذه الظاهرة إلى الاحترار المناخي، وهو ما يشير إليه العلماء منذ بعض السنوات. فذوبان الجليد المتراكم منذ قرون يؤدي دورا أساسيا في الانهيارات الصخرية. واستنادا إلى صور ملتقطة عبر أوقات مختلفة، تمكن الباحثون من معرفة التغيرات التي طرأت على الكتل الصخرية في قمم شاموني والانهيارات التي وقعت في سنوات الحر. ومنذ العام 2007، أحصى العلماء بفضل شبكة مراقبة كل الانهيارات التي وقعت في مساحة تمتد على ثلثي مرتفعات مون بلان، وكان عددها 650، تراوح نطاقها بين 100 متر مكعب و45 ألفا. ومعظم هذه الانهيارات وقعت على ارتفاعات بين 3100 ومتر و3500، وأكبرها سجل بين الخريف ومطلع الشتاء إذ أن الحرارة تتطلب وقتا طويلا للنفاذ إلى داخل الكتل الصخرية، ومن ثم تواصل انتشارها فيها حتى وإن عاد سطح الكتلة وبرد، بحسب ما أظهرت أعمال حفر نفذت في قمة ميدي على ارتفاع 3842 مترا. وبحسب الباحث، تواصل الحرارة تمددها في باطن الكتل الصخرية من الصيف وحتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر وربما أكثر. انهيار قياسي ويقول "اعتبارا من أول شهر آب/أغسطس من هذه السنة كان ذوبان الجليد قد بلغ مرحلة يبلغها عادة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أي في مستوى قياسي مقارنة مع السنوات السابقة". ولذلك لا يستبعد العلماء وقوع انهيارات كبرى في الأشهر المقبلة، حين تبلغ الحرارة المرتفعة باطن الصخور، إذ لا يمنع الشتاء البارد من تفاعل الحرارة المرتفعة في باطن الصخور امتدادا لحر الصيف، كما جرى في شتاء العام 2011 حين انهارت ثلاثة ملايين متر مكعب من الجليد في بيز كنغالو في سويسرا، وفي شتاء العام 1997 حين انهار 2,5 مليون متر مكعب في الجانب الإيطالي من مون بلان. ورغم الحجم الكبير لهذه الانهيارات إلا أنها لا تشكل حتى الآن خطرا جديا على السكان، إذ أنها تقع على ارتفاعات عالية جدا. لكن المتسلقين هم الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، إذ يجبرون على التخلي عن بعض مناطقهم المفضلة لممارسة هوايتهم أو الذهاب إليها في بداية الموسم قبل أن يشتد الحر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه