2015-10-10 

دام عزك يا وطن

هيفاء صفوق

دام عزك يا وطن وكل عام وأنتم بألف خير. الوطن قلب كبير يحتوى الجميع، وأرض واسعة تحمل الكثير من أبنائه. الوطن روح تسكن كل واحد فينا، نعيش بظله، ونحتمي بأرضه من الشمال للجنوب، ومن الشرق للغرب. نردد بكل فخر وحب: «دام عزك ياوطن». ما تعيشه المنطقة من ظروف ومآسٍ لأشقاء فقدوا أرضهم ووطنهم، وشُرِّدوا ويتم أطفالهم، وذلوا في بقاع الأرض، يجعلنا نعيد النظر في كل شيء من حولنا. أولها معرفة قيمة الأرض التي احتوتنا، وافترشنا ترابها والتحفنا بسمائها، وعلمتنا وتعلمنا، وأكلنا وشربنا تحت ظلها. لقد حان وقت المحافظة عليها، أن نسقيها نحن بأيدينا، ونحافظ على وحدتها بالكلمة الطيبة التي تراعي كل الاختلافات والثقافات الموجودة فينا، بأن نكون يداً واحدة، نتقبل بَعضُنَا، ونهذِّب الذات فينا، ونراعي حقوق جارنا وإخواننا وأبنائنا وآبائنا وأمهاتنا، نكون القدوة الصالحة التي تزرع البذور الطيبة المفعمة بالمحبة والصدق والوفاء في أي مكان تحل، نسقيها ونراعيها، ونتخلص من «الأنا» والفوقية والحزبية والعنصرية. لا يكفي أن نقول نحب الوطن، ونكتف أيدينا ونغلق عيوننا عن حقوق الآخرين، أولها الاحترام وكرامة الإنسان فينا، وهذا مطلب من الجميع، ليس مقصوراً على أفراد من دون آخرين. لكل منا مسؤوليات وأدوار عظيمة في مجالات عدة في الحياة، نبدأها بدور الأسرة والتنشئة الاجتماعية الإيجابية التي تصنع أبناء قادرين على الحب والعطاء للوطن من دون تردد أو خذلان، من خلال مهامنا وأدوارنا في مجال العمل بأن نقوم به على أحسن وجه، وألا نتكاسل عن الواجب وأداء العمل في كل الأوقات بضمير حي، لا نماطل في تطويل الإجراءات، وتعطيل حقوق الآخرين، حب الوطن يترجم من خلال القضاء على الإشاعات والقيل والقال في أي عارض يتعرض له الوطن، ألا نكون أول الشامتين والمستهزئين، كما يحدث في إرسال النكت التي ارتضينا أن تحطم العزيمة والقوة والثقة في أفرادنا وأبنائنا، وهو ما يخلق مجتمعاً مهزوزاً لا يملك الإرادة سوى التفرج والضحك والاستهتار. من هنا ينطلق حب الوطن؛ فالوطن فعل وليس شعارات نرددها هنا وهناك. الوطن يتجسد في وعينا في كيفية الحفاظ عليه، من خلال توفير المحبة والسلام، والعمل على تطوير ذواتنا، واكتساب المهارات والاستراتيجيات المعرفية والسلوكية؛ لكي نحقق بنية تحتية قوية وسليمة، تساعد على بناء الوطن وتطوره، بتطوير أفراده وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وهذا أكبر سلاح لحماية الوطن من التطرّف والإرهاب. حب الوطن في نشر الوعي والسلام ولغة الحوار، وتقريب وجهات النظر. حب الوطن في إحسان النية لبعضنا للقريب والبعيد، وهو ما يخلق مجتمعاً متكاتفاً مسانداً ومتعاوناً. حب الوطن هو العمق في إظهاره بصورة إيجابية قوية في قواعده الأساسية التي لا تقبل الفساد ولا تقبل المجاملات في حقوق أفراده؛ فهناك حقوق وواجبات على كل الأفراد، فالكل مسؤول.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه