استطاعت المملكة في الوقت الراهن، ومن خلال إشرافها على قوات التحالف في «عاصفة حزم»، أن تعيد الدور التاريخي لمدى تأثير المملكة وقدرتها الفذة، لأن تكون القائد الأول للعالم الإسلامي، كنت متأكدة تماماً بأن السياسة السعودية ستتخذ منحنى مختلفاً، وسيكون أكثر سخونة، وأكثر تأثيراً، ولاسيما بعد الأزمة التي أحدثتها وزيرة الخارجية السويدية، ولم تقف المملكة مكتوفة اليدين، بل كان موقفها السياسي واضحاً للجميع، وقد أشارت بصوت صريح، إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تتدخل في شؤون المملكة الداخلية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، حتى قررت المملكة سحب سفيرها لدى السويد، كدليل على رفض المملكة التدخلات الداخلية، وتلتها الإمارات في خطوة مماثلة، إذ سحبت سفيرها من السويد، وسلمت السفير السويدي في الإمارات مذكرة احتاج بهذه الخصوص. هذه المواقف تجعلك تدرك تماماً الخطة السياسية الخارجية، التي ستتبعها المملكة مع نظرائها من بقية دول العالم، إذ لم يمر الوقت بطيئاً، إلا وقد استيقظ العالم بأسره، على الهجوم الذي قامت به قوات التحالف بقيادة المملكة في «عاصفة الحزم»، بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بسرعة التدخل العسكري ضد عدوان الحوثيين على البلاد؛ لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن، وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي جاء برعاية السيدة العجوز «إيران»، إذ إن هذه المليشيات لم ترتكز في منطقة واحدة، بل قامت بالتمدد، تمهيداً للانقلاب بشكل كامل على السلطة الرئاسية والبرلمانية في اليمن؛ لتحقق أحلام السيدة المريضة «إيران»، في أن تصل بعد ذلك إلى السعودية، وبعدها تحكم قبضتها على الخليج، ولاسيما بعد فشلها المستميت في السيطرة على البحرين، وطردها من هناك شر طردة، فأسطورتها المسكينة لن تنتهي إلا على مخالب وأنياب أهالي الجزيرة العربية وجهود أبناء العالمين العربي والإسلامي. إن وجود مثل هذا التحالف الذكي، والذي استطاع أن يكتسب شرعيته من خلال الدعم من جيران المملكة وحلفائها، إلى جانب التفهم الأميركي، جعل الصورة تتضح أمام الجميع، فلا يمكن أن تكون اليمن مقراً لتنظيم القاعدة بأي شكل، كما أنها لن تكون بأي حال امتداداً لبلاد فارس المهزومة، أو حتى مكاناً تجد فيه مليشيات المنظمات الإسلامية ملاذاً لها. السعودية لا تتحرك من دون دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تجد في مصر الذراع الأهم الذي يمكن لها أن تتكئ عليه، حتى تركيا دخلت في منتصف العاصفة، وشجعت على ما قام به الحلف الذي تقوده المملكة بنجاح باهر وبتمكن عظيم. السعوديون الآن يعيشون أجمل مشاعرهم الوطنية والعربية؛ لإيمانهم الشديد بما تقوم به دولتهم، تحت حاكم حازم لا يرضى في الحق لومة لائم، فهم منذ ابتداء «عاصفة الحزم» ينتظرون الأيام المقبلة، على أحر من الجمر، حتى يقولوا للتاريخ: ها نحن نعيد ترتيب أمجادنا العربية الفذة أمام العالم، وبلا تحالف أجنبي هذه المرة، فنحن أمة يمكن لها أن تكون قوة حينما يلزم الأمر بأن تكون، وسيكون للمملكة أدور قوية في المستقبل، والتاريخ سيشهد بأنه سيكون للمملكة أدوار كبرى وضالعة، بعد أن أثبتت قدرتها على أن تقود حلفاً متضامناً ضد مليشيات متخبطة ولاهثة وراء أحلام غيرها. وسلمان الرجل الحاكم الذي استطاع أن يعيد ترتيب بيت الحكم، حالما تقلد مسؤولية حكم دولته، وفي غضون أيام قليلة، لهو قادر في الوقت نفسه على أن يفعل ما يمكن لمستقبل الأمة العربية أن تتشرف به. ولله الحمد والمنة، فالمملكة، وبقية دولة الخليج، ليست لها أية مطامع في اليمن، بل الجميع حكومة وشعباً يريدون الأمن والأمان لهذا البلد السعيد. * نقلًا عن الشرق الأوسط