تختار مجموعة فولكسفاغن العملاقة اليوم الجمعة رئيسا جديدا لادارتها وسط فضيحة محركات الديزل المغشوشة التي اتخذت ابعادا عالمية. ويفترض ان يجتمع مجلس مراقبة المجموعة الذي يضم عشرين عضوا في فولفسبورغ (شمال) الجمعة لاقالة الرئيس الحالي لمجلس ادارة المجموعة مارتن فيتركورن من منصبه رسميا. الا ان فولكسفاغن لم تعلن عن اي موعد لهذا الاجتماع. ويحاصر صحافيون ومصورون المبنى الرئيسي للمجموعة التي تشكل عصب هذه المدينة الواقعة في شمال المانيا. والى جانب هؤلاء حضرت منظمة غرينبيس المدافعة عن البيئة وهي ترفع لافتات تحمل صورة بينوكيو (شخصية يطول انفها عندما تكذب) واخرى تطالب "بوقف الكذب". وفي اطار ردود الفعل، اعلنت الشرطة النروجية الجمعة انها فتحت تحقيقا لتحديد ما اذا كانت المجموعة الالمانية باعت في النروج سيارات مزودة بمحركات مغشوشة. واعترفت المجموعة خلال الاسبوع الجاري بان حوالى 11 مليون سيارة في العالم مزودة ببرنامج معلوماتي يهدف الى تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث وتمرير سيارات اكثر ملاءمة للبيئة مما هي فعليا. وتشعر المانيا باكملها بقلق على سمعتها الدولية. وكتب الخبير الاقتصادي مارسيل فراتشر رئيس المعهد الالماني للاقتصاد ان "الثقة (في المنتجات الالمانية) التي اكتسبت خلال عقود يمكن ان تنهار خلال ايام". وفيتركورن الذي كانت وسائل الاعلام الالمانية تصفه بانه "سيد النوعية" اعلن الاربعاء استقالته وتحمل كامل المسؤولية عن الفضيحة مؤكدا في الوقت نفسه انه لم يكن يعرف شىء عن هذا الامر. لكن ناطقا باسم شركة بورشي القابضة المساهمة الكبرى في فولكسفاغن قال لوكالة فرانس برس ان فيتركورن سيبقى رئيسا لها. وتؤكد وسائل اعلام المانية عدة ان ماتياس مولر (62 عاما) الرئيس الحالي لماركة بورشي هو الذي سيتولى المجموعة خلفا لفينتركورن. ويتمتع مولر باحترام كبير في المجموعة التي يقود فرع بورشي فيها منذ 2010. وتأمل المجموعة الذي خسر سهمها 30 بالمئة من قيمته هذا الاسبوع مما ادى الى تبخر عشرين مليار يورو من رسملتها في البورصة، في انطلاقة جديدة. ويفترض ان يقوم الرئيس الجديد وادارته المعدلة -- اذ ان عملية التطهير لن تقتصر على رأس الهرم حاليا -- بمعالجة العواقب التجارية والقضائية التي يصعب تقدير حجمها حاليا، لهذه المسألة. وكانت فولكسفاغن ضخت في حساباتها 6,5 مليارات يورو لكنها تواجه في الولايات المتحدة وحدها غرامات قد تصل الى 18 مليار دولار (16 مليار يورو). وتواجه المجموعة في الولايات المتحدة حيث كشفت الفضيحة قبل اسبوع، عدة دعاوى جماعية. على الورق، كانت 2015 واحدة من افضل السنوات لفولكسفاغن المجموعة العملاقة التي تملك 12 ماركة واطاحت مؤخرا المجموعة اليابانية تويوتا من المرتبة الاولى عالميا في مبيعات السيارات. والى جانب ادارة الازمة، سيكون على الرئيس الجديد لفولكسفاغن مراجعة استراتيجية مجموعة عملاقة باعت عشرة ملايين سيارة في 2014 ويبلغ رقم اعمالها 202 مليار يورو وتوظف 590 الف شخص، لكنها تدار بشكل مركزي حتى الآن. وفي عهد فينتركورن كانت المجموعة تعمل تحت شعار "واحد يقرر وألاخرون يتبعونه"، كما ذكرت الصحيفة الالمانية هاندلسبلات. وفي الصين رأس حربة نمو المجموعة، تراجعت مبيعات فولكسفاغن بنسبة 5,9 بالمئة منذ بداية العام، بينما لم تحقق المجموعة طموحاتها فعليا في الولايات المتحدة. كل هذا الى جانب غياب السيارة ذات الكلفة الرخيصة في المجموعة والتأخر في انتاج السيارات الكهربائية. وكان فينتركورن الذي يواجه انتقادات حادة وسيحصل على مبلغ قد يصل الى ستين مليون يورو بين التقاعد وتعويضات الاستقالة، ينوي اعادة تنظيم المجموعة لجعل القرارات غير مركزية. وباتت هذه المهمة تقع على عاتق شخص آخر. Copyright AFP or Agence France-Presse, 2015 .