(رويترز) - قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها عازمة على العمل مع روسيا وكذلك إيران لإنهاء الحرب السورية لكن قطبي العالم اختلفا حول إمكانية أن تشمل جهود السلام الرئيس السوري بشار الأسد. وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد بالطاغية وبأنه الجاني الرئيسي في الحرب السورية التي قتل فيها على مدار السنوات الأربع مئتا ألف شخص على الأقل إضافة لملايين المشردين. على النقيض قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمجتمعين من قادة العالم إنه لا بديل عن التعاون مع الجيش الحكومي في المساعي الرامية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق. كما دعا بوتين لإنشاء تحالف دولي أوسع لمكافحة الإرهاب تنضم إليه دول غالبيتها من المسلمين وهو طلب ربما ينافس التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية. وأثار الخلاف تساؤلات عن الطريقة التي قد يجد بها أوباما وبوتين أرضية مشتركة حين يلتقيان في وقت لاحق يوم الاثنين على هامش أعمال الجمعية العامة. وقال أوباما الذي سبق بوتين في الحديث "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك روسيا وإيران لإيجاد حل للصراع ولكن يجب أن نقر بأنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب بعد كل ما أريق من دماء وبعد كل هذا القتل." بعد ذلك وخلال غداء دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون تصافح الرجلان- أوباما وبوتين- وتبادلا الأنخاب بينما ابتسم بوتين وبقيت على وجه أوباما ملامح حادة. * أوباما: لا دور للطغاة.. لم يتحدث أوباما بوضوح عن إزاحة الأسد وأشار إلى احتمال الوصول إلى "مرحلة انتقالية تتم إدارتها" بعيدا عن إدارته في أحدث إشارة على أن الولايات المتحدة رغم عدائها للأسد فإنها مستعدة لبقائه لفترة من الزمن. ورفض الرئيس الأمريكي الطرح القائل بأن الاستبداد هو السبيل الوحيد لقهر تنظيمات كالدولة الإسلامية وقال "لو سرنا وفق هذا المنطق فعلينا دعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة فيقتل بها الأطفال الأبرياء لأنه البديل أسوأ بالتأكيد." لكن بوتين أشار إلى أنه لا خيار غير ذلك. وقال بوتين في كلمته أمام الجمعية العامة "نعتقد أنه سيكون خطأ هائلا رفض التعاون مع الحكومة السورية وقواتها المسلحة التي تقاتل الإرهاب وجها لوجه." وأضاف "علينا أن ندرك أخيرا أنه لا أحد سوى قوات الرئيس الأسد والمليشيات (الكردية) تقاتل بحق ضد الدولة الإسلامية والتنظيمات الأخرى في سوريا." ورفض كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو احتمال السماح للأسد بالبقاء. * الدواء المر.. وفي تعبير عن نواياه للتعامل مع إيران وروسيا وكلاهما من داعمي الأسد أقر أوباما وبكل وضوح بتأثيرهما في سوريا وتجرع الولايات المتحدة لدواء مر. وزودت طهران الحكومة السورية بأسلحة وساعدت الأسد من خلال حليفها حزب الله اللبناني على قتال المعارضة الساعية لإنهاء حكم عائلته المستمر منذ أربعة عقود. وبدأت روسيا في الفترة الأخيرة تعزيز وجودها العسكري في سوريا حيث توجد قاعدة بحرية توفر لها موطئ قدم في الشرق الأوسط. وحسب اعتقاد مسؤولين أمريكيين فإن سبب رفع بوتين لمستوى وجود القوات الروسية وبينها دبابات وطائرات حربية في سوريا يعكس بدرجة أساسية خشية موسكو تراجع سيطرة الأسد ورغبتها في دعمه للحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة. وفي خطابه أمام الجمعية العامة اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المسؤول عن الإرهاب هو الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان ودعم واشنطن لإسرائيل ضد "شعب فلسطين المظلوم." وقال روحاني إن إيران مستعدة للمساعدة في إرساء الديمقراطية في سوريا واليمن وهي ساحة حرب أخرى في المنطقة تدعم فيها إيران المتمردين الحوثيين. كما جدد أوباما انتقاداته لروسيا على ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في مارس آذار 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.