بعد الاستقبال الحافل الذي قوبل به اللاجئون في ألمانيا، هناك جانبا آخر للموضوع. إذ قالت الشرطة الألمانية إن عدد الهجمات التي تعرضت لها ملاجئ اللاجئين في ألمانيا زادت إلى أكثر من الضعف، مقارنة بعام 2014. وعلى الرغم من ان اللاجئين عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية حظيوا بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم إلا أن بعض الأحزاب والجمعيات الأهلية نظمت مظاهرات معادية للاجئين ورافضة لاستقبالهم مثل النازيين الجدد. وعلى عكس اصورة التي رسمتها ونقلتها وسائل الإعلام عن مدى الترحيب والإهتمام وماقدمه المتطوعون والشركات إلى اللاجئين هناك صوة أخرى تخفيها الكاميرات عن معاناة اللاجئين في ألمانيا . فحسب وكالة أنباء دويتش فيله قالت الشرطة الألمانية اليوم الاثنين إن عدد الهجمات وغيرها من المخالفات الجنائية التي تتعرض لها ملاجئ اللاجئين في ألمانيا زادت إلى أكثر من الضعف هذا العام بالمقارنة بعام 2014. وقالت ساندرا كليمنز المتحدثة باسم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية لرويترز "في الأشهر القليلة الماضية وصلت الجرائم إلى مستوى جديد من حيث الكيف والكم". وأضافت كليمنز أن عدد المخالفات الجنائية التي تعرضت لها ملاجئ اللاجئين حتى الآن هذا العام قفزت إلى 437 مقارنة مع نحو 200 في عام 2014. وكشفت المتحدثة أن الأضرار في الممتلكات والكتابات على الجدران والإهانات اللفظية تؤلف الجزء الأكبر من المخالفات. وقالت كليمنز إن المجموع في 2015 اشتمل على 59 جريمة تصنف على أنها من جرائم العنف، وهو رقم قياسي مرتفع بعد أن بلغ ذروته عند 28 العام الماضي. وكان هناك 26 حريقا عمدا هذا العام أيضا. وذكرت كليمنز أن أغلب هؤلاء المشتبه بهم رجال أعمارهم بين 18 و25 عاما يعيشون في الغالب في نفس المدينة التي ارتكبت فيها الجرائم. كما حذر مدير جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية، هانز يورغ ماسين، من زيادة في تشدد الجماعات اليمينية المتطرفة مع ارتفاع أعداد اللاجئين، بعد أن شهد عدد من البلدات تجمعات مناهضة للأجانب واشتباكات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال ماسين، الأحد إنه في خضم أزمة اللاجئين الحالية "نشهد حشداً في الشوارع للمتطرفين من اليمين المتشدد، وكذلك من المتطرفين من اليسار" الذين يعارضونهم. وأضاف ماسين، في حديث مع إذاعة "دويتشلاند فونك" العامة، أنه خلال السنوات القليلة الماضية شهد جهاز الاستخبارات الداخلية "زيادة التطرف" و"استعداداً أكبر لاستخدام العنف" من قبل الجماعات المتشددة، بما فيها اليمين المتطرف واليسار المتطرف. وتأتي تصريحات ماسين فيما تستعد ألمانيا استقبال ما يصل إلى مليون لاجئ العام الحالي، وبعد احتجاجات وهجمات استهدفت مراكز إيواء اللاجئين واشتباكات مع الشرطة هزت مرة أخرى العديد من البلدات في عطلة نهاية الأسبوع الحالية، كان معظمها في ولايات ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقاً. وقام رجال الشرطة والجيش بحراسة حافلتين تنقلان أكثر من مائة لاجئ ليل السبت/ الأحد إلى بلدة نيديراو في ولاية سكسونيا، بعد أن تجمع محتجون يمينيون في الموقع الذي كان في السابق سوبرماركت منذ الجمعة. وفي مدينة لايبتسيغ، نظم ناشط مناهض للإسلام بمشاركة 400 شخص تجمعاً لليمين بعنوان "الدفاع عن ألمانيا"، ما أثار احتجاجاً مضاداً نظمه التيار اليساري شارك فيه أكثر من ألف ناشط بحسب الشرطة. وتراشق الجانبان بالحجارة والمفرقعات. وفي مدينة بريمن، حاول مجهولون إضرام النار في خيمة نصبت لإيواء لاجئين ابتداء من أكتوبر. واعتقلت الشرطة 20 شخصا يشتبه في صلتهم بهذه الحرائق العمد. وإجمالا حددت الشرطة هوية 500 مشتبه به في الهجمات على ملاجئ اللاجئين. وجاءت إحصاءات الشرطة بعد أن حذر الرئيس الألماني يواخيم غاوك من أن هناك حدودا لأعداد من تقبلهم بلاده من اللاجئين. وقال غاوك، الذي كان ناشطا حقوقيا في ألمانيا الشرقية سابقا في كلمة ألقاها مساء الأحد "نريد أن نمد يد العون. في صدرنا قلب كبير. ومع ذلك هناك حد لما يمكن أن نفعله".